لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بالعديد من الحواس، التي ساعدته على الإحساس بمختلف المثيرات من حوله، وكذلك التفاعل والتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه، ، فكل ما يصل إلينا من العالم الخارجي يصل عن طريق أعضاء الحس. وتحظى حاسة السمع بأهمية بالغة بين تلك الحواس؛ وذلك لما تتركه من أثر كبير في عملية اكتساب اللغة وتعلم الكلام؛ فالشخص الذي يصاب بقصور في قدرته السمعية كثيرًا ما يعاني من مشكلات لغوية ومعرفية واضحة، وعلى إثر ذلك، تُعَدُّ الإعاقة السمعية من أصعب أنواع الإعاقات؛ حيث تحرم الفرد من فرص الإتصال الفعال مع غيره مما يُعوق تعلمه بالطرق الطبيعية.      وتُعد الإعاقة السمعية من الإعاقات النمائية التي تؤثر في قدرات التلميذ المعرفية، حيث تتسبب في حرمان التلميذ من تعلم كثير من المهارات الأساسية الضرورية للتعلم الأكاديمي، مثل: الإنتباه، والإدراك، والتذكر؛ ونتيجة لذلك فإن هؤلاء التلاميذ غالبًا ما يصلون إلى سن الالتحاق بالمدرسة دون أن تنمو لديهم المهارات الضرورية اللازمة للتعلم؛ مما يؤدى بدوره إلى تأخر هؤلاء التلاميذ في الجانب الأكاديمي المتمثل في ضعف القدرة على القراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية مقارنة بأقرانهم العاديين. ولمساعدة التلميذ على فهم الغة المكتوبة يلزم تدريبه على ممارسة نوع خاص من المهارات؛ يسمى مهارات الإدراك البصري، من خلال برامج تعليمية متخصصة وموجهه إلى تنمية هذا النوع من المهارات الذي يرتبط بالتفكير لديه(أمل قداح، 2011، 485) ^(*). ويعرف الإدراك البصري بأنه: قدرة الفرد على تفسير المثيرات البصرية وتأويلها وإعطائها المعاني والدلالات (منصور صياح، 2014، 270). في هذا السياق أشارت دراسة سميثSmith,2001)) إلى أن الإدراك البصري من الأسس في اكتساب وتنمية المهارات الأكاديمية لدى التلاميذ، مثل مهارات القراءة والكتابة وكذلك إجراء العمليات الحسابية. ويرى أيمن محمود وأحمد شبيب(2018، 288) أن مشكلات الإدراك البصري ترجع إلى خلل في معالجة المعلومات البصرية في الدماغ، وليس خلل في القدرة على الإبصار، وتبدو مظاهره في معاناة الطفل في مهارة أو أكثر من المهارات الآتية: التمييز البصري، والإغلاق البصري، وإدراك العلاقات المكانية، وتمييز الشكل عن الخلفية، والتآزر الحركي البصري، وسرعة الإدراك البصري. وتشير نتائج بعض الدراسات إلى ضرورة الاهتمام بمهارات الإدراك البصري؛ لما لها من تأثير واضح في الجانب الأكاديمي بشكل عام، ومهارات القراءة بشكل خاص، مثل دراسة كارنKaren, 2004)) التي أكدت العلاقة الوثيقة بين الإدراك البصري، والقدرة على القراءة. ويمكن أن تتحسن أوجه القصور في مهارات الإدراك البصري، إذا ما استخدمنا التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على إضافة العناصر والبيانات الرقمية: كالصور ثلاثية الأبعاد، والصوت، والفيديوهات إلى المحتوى التعليمي (بطرس حافظ، 2009، 215).   )*( يسير التوثيق في متن البحث على النحو الآتي: اسم المؤلف(الأول والأخير)، ثم سنة النشر، ورقم الصفحة.