يعود بالنفع على أنفسهم والمجتمع. وبالتالي، تُعَتَبْر المدرسة مؤسسة اجتماعية تعليمية يتم من خلالها تزويد المتعلمين بالمهارات والخبرات الاجتماعية والوقائية اللازمة التي تمكنهم من التفاعل الإيجابي مع بيئتهم. وللمؤسسات التربوية دور هام في توجيه الأفراد المعاقين عقليًا نحو التصرفات الصحيحة التي تحميهم من المخاطر؛ حيث إن المشكلات التي يواجها المعاق عقليًا ترجع في الأساس إلى عدم معرفته بالسلوك الصحي السليم، وتسهم في تعزيز معرفتهم بالتصرفات السليمة التي تحافظ على صحتهم وسلامتهم. وتشير المعايير الإحصائية وتوزيع السمات حسب المنحنى الطبيعي إلى تقدير نسبة المعاقين عقلياً بحوالي 3 % تقريباً من نسبة السكان، كما يشير تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى أن عدد المعاقين من الأطفال ممن يقع سنهم دون 24 سنة يبلغ عشرة ملايين طفل من جملة 16 مليوناً من المعاقين بالوطن العربي، وأن مثل هذا العدد الكبير من المعاقين يعد طاقة بشرية ينبغي استثمارها ضمن إستراتيجية التنمية الشاملة (حسن عبد العاطي، إسراء شهاب،2014، 13). وهناك الكثير من المخاطر والحوادث التي يتعرض لها الأطفال، خاصة المعاقين عقلياً، مثل إصابات الحروق والجروح والتعرض للاختناق. ويعتبر التسمم بالمواد والأغذية الفاسدة الأكثر خطورة، بالإضافة إلى مخاطر الغاز والكهرباء والآلات الحديثة. ويموت كل عام ثلاث آلاف طفل جراء حوادث المنزل. وتعد حوادث السقوط الأكثر تكراراً بين الأطفال، وتليها في المرتبة الثانية حوادث الحروق. وتأتي حوادث الاختناق والغرق في المرتبة الثالثة والرابعة من حيث تكرار حدوثهما. وأشار (Bacon,2003) إلى أن التلاميذ المعاقين عقليًا أكثر الفئات تعرضًا للمشكلات التي تتعلق بالصحة وجانب السلامة والأمان، وأن نسبة كبيرة من النساء المعاقات يتعرضن لمشكلات جنسية، وأن 39 % من الفتيات ذوات الإعاقات الشديدة يتعرضن للاعتداءات الجنسية قبل سن 18 سنة. (نقلًا عن: ابراهيم شعير،2005، 154)