المُستخلص: في هذه الورقة البحثية تم تناول ظاهرة التصوير الذاتي "السيلفي" من وجهة نفسية ، مع محاولة عرض لنتائج بعض البحوث العربية والأجنبية السابقة والحديثة التي تناولت تلك الظاهرة ، والتي أجمعت علي أن سلوك التقاط ونشر الصور الذاتية مُنتشر بين المراهقين والشباب، وأن السيلفي يعد سلاح ذو حدين، فبرغم أن له إيجابيات إلا أن له عديد من العواقب السلبية ، كما أنه يرتبط  ببعض المؤشرات النفسية المَرَضيَّة: كالخصائص النرجسية ، والاكتئاب، والقلق،  والوسواس القهري ، وتقدير الذات المنخفض، واضطراب صورة الجسم ، والوحدة النفسية ، فضلا عن أن هناك فروقًا بين الجنسين في هذا السلوك ، بينما جاءت نتائج دراسات أخري أسفرت عن عدم ارتباطه بهذه المتغيرات ، وكذلك عدم وجود فروق بين الجنسين في هذه السلوك؛ الأمر الذى يكشف عن التضارب الحادث بين نتاائج الدراسات في ذلك الموضوع، ويعطى بُعدا لأهمية تناوله. ولاشك في أن السيلفي موضوع مُهم يحتاج إلى مزيد من الفهم، والتحليل والتفسير، وذلك من خلال النظريات والمدارس التفسيرية المختلفة، ووجهات النظر الأخرى، خاصة ذات المنحى النفسي، لحسم هذا التناقض في نتائج الدراسات السابقة ، ووصولا إلي فهم الآليات النفسية المرتبطة بهذا السلوك ، والتي تشكل جزءًا مهمًا في فهم شخصية الفرد، وكذلك الدوافع النفسية الكامنة وراء ذلك السلوك. ومن خلال تلك الورقة البحثية نهدف ونأمل أن نفتح أفاقًا بحثية جديدة أمام الباحثين، ولذا نقدم الدعوة إلى الباحثين والمتخصصين في مجال الصحة النفسية للبحث والتناول، وإعمال العقل والفكر، والقيام بالبحوث السيكومترية والكلينيكية، وإعداد البرامج الإرشادية والعلاجية؛ من أجل فهم أعمق، والإرشاد والتوجيه، والوقاية من ظاهرة وسلوك السيلفي.