هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد النموذج البنائي للعلاقات السببية بين الکمالية (المتغير المستقل) ودافعية الإنجاز(المتغير الوسيط) والرضا عن الحياة (المتغير التابع) لدى عينة من طلاب الجامعة من خلال التعرف على تأثير الکمالية على دافعية الإنجاز والرضا عن الحياة، وتأثير دافعية الإنجاز على الرضا عن الحياة، وتأثير الکمالية على الرضا عن الحياة من خلال دافعية الإنجاز کمتغير وسيط، والکشف على التأثير المباشر للکمالية (المتغير المستقل) على دافعية الإنجاز (المتغير الوسيط) والرضا عن الحياة (المتغير التابع) باختلاف النوع الاجتماعي (ذکور – إناث) والتخصص الدراسي (الکليات العملية – الکليات النظرية) لدى طلاب الجامعة، وقد تکونت عينة الدراسة من (560) طالبة وطالب بالفرقة الثالثة بجامعة الفيوم بواقع (222) من طلاب الکليات العملية ممن يتراوح أعمارهم بين (19-22) سنة بمتوسط عمري قدره (20.51) عامًا وانحراف معياري (1.3) عامًا، (338) من طلاب الکليات النظرية ممن يتراوح أعمارهم بين (19-22) سنة بمتوسط عمري قدره (20.65) عامًا وانحراف معياري (1.2) عامًا. واستخدمت الباحثة مقياس الکمالية (إعداد الباحثة)، ومقياس دافعية الإنجاز (إعداد الباحثة)، ومقياس الرضا عن الحياة (إعداد الباحثة)، بعد التأکد من صلاحيتهم سيکومتريًّا. وباستخدام النمذجة البنائية ببرنامج AMOS 25. وقد أوضحت نتائج الدراسة وجود تأثير عکسي مباشر وغير مباشر للکمالية على الدافعية للإنجاز، وأن التأثير المباشر للکمالية (المتغير المستقل) على الرضا عن الحياة (المتغير التابع) غير دال احصائيًّا، وجود تأثير مباشر وغير مباشر لدافعية الإنجاز والرضا عن الحياة تأثير إيجابي دال احصائيًّا عند مستوي 0.01، وجود تأثير مباشر ودال احصائيًّا للکمالية على الرضا عن الحياة عبر دافعية الإنجاز ووجود تأثير غير مباشر ودال احصائيًّا للکمالية على أبعاد دافعية الإنجاز عبر سمة الدافعية للإنجاز کمتغير کامن، وقد جاءت جميع التأثيرات المباشرة وغير المباشرة عکسية.
کما أوضحت النتائج أيضًا أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في العلاقات السببية بين متغيرات الدراسة الثلاثة (الکمالية ودافعية الإنجاز والرضا عن الحياة) ترجع للنوع الاجتماعي (ذکور – إناث)، والتخصص الدراسي (الکليات العملية –الکليات النظرية). وأن جميع مؤشرات حسن مطابقة النموذج المقترح جاءت في المدى المقبول .