هدف البحث الحالي إلى التحقق من صحة النموذج البنائي للعلاقات السببية بين المخططات المعرفيّة اللاتکيفيَّة المُبَکِّرة وأساليب التعلق واضطراب الشخصية التجنبية لدى طلاب الجامعة؛ للتوصل إلى نموذج يحدد الآثار المباشرة وغير المباشرة بين تلک المتغيرات في ضوء ما تعکسه بيانات الدراسة، والکشف عن أکثر هذه المخططات انتشاراً لدى ذوي اضطراب الشخصية التجنبية، ومدى تمايز تلک المخططات بتباين أساليب التعلق، وبلغ قوام الدراسة الاستطلاعية 130 طالباً وطالبة من طلاب الجامعة؛ للتحقق من کفاءة أدوات الدراسة، في حين بلغ عدد أفراد الدراسة الأساسية 495 طالباً وطالبة، بعد استبعاد حالات عدم الجدية في الأداء على أدوات الدراسة المتمثلة في: مقياس المخططات المعرفيّة اللاتکيفيَّة المُبَکِّرة تع، ومقياس اضطراب الشخصية التجنبية ، ومقياس أساليب التعلق، وأسفرت نتائج الدراسة عن تباين المشارکين بالدراسة في تبني المخططات المعرفيّة اللاتکيفيَّة المُبَکِّرة طبقاً لأساليب التعلق، ووجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات مرتفعي ومنخفضي اضطراب الشخصية التجنبية على مقياس المخططات المعرفيّة اللاتکيفيَّة المُبَکِّرة، لصالح مرتفعي اضطراب الشخصية التجنبية، ما عدا مخطط التضحية بالذات، حيث أظهرت النتائج عدم وجود فروق بين مرتفعي ومنخفضي اضطراب الشخصية التجنبية به، کما أظهرت نتائج تحليل المسار مؤشرات حسن مطابقة للنموذج المقترح، حيث بلغت قيمة مؤشر کا2 (215.57)، ومؤشر حسن المطابقة (0.972) ومؤشر حسن المطابقة المصحح (0.911)، ومؤشر المطابقة المعياري (0.895)، ومؤشر المطابقة المقارن (0.874)، ومؤشر المطابقة النسبي (0.869)، ومؤشر المطابقة التزايدي (0.972)، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب (0.066)؛ مما يشير إلى تطابق النموذج المقترح مع بيانات الدراسة الحالية، وتم تفسير النتائج في ضوء الأدبيات النظرية لمتغيرات الدراسة والدراسات ذات الصلة، وبالاعتماد على هذه النتائج وتفسيرها تم صياغة عدد من التوصيات.