يعد المعلم أبرز عناصر المنظومة التعليمية وأهمها، فهو يمثل حجر الزاوية منها، فعلي عاتقه يقع نجاح وارتقاء العملية التعليمية؛ ولذلک فهو في أمس الحاجة إلى التطوير والتنمية في جوانب إعداده المختلفة وذلک في ظل التقدم التکنولوجي الهائل في شتي المجالات.
ويعتبر المعلم الرکيزة الأساسية التي تعتمد عليها العملية التعليمية، فهو قائد هذه العملية، حيث يقع علي عاتقه تنفيذ التطوير الذي يحدث في التعليم ليساير هذا العصر الذي يتسم بالسرعة والتعقيد نتيجة للتطور الهائل في معارفه العلمية والتکنولوجية، مما يفرض ضرورة وجود معلم علي درجة عالية من الکفاءة، معلم قادر علي أن يعلم ذاته ويتصل بکل جديد في مجال تخصصه، ويتيح الفرصة أمام تلاميذه للإبداع عن طريق استشارتهم والکشف عما لديهم من قدرات وطاقات کامنة (عبدالغني عبود، وآخرون, 1999، ص193).
ويشير (حسين بهاء الدين، 1999، ص11) إلى أن البحث عن معلم تربوي يحيط بعلوم المستقبل وبتحديات الحاضر والمستقبل مطلع علي التطورات العلمية الحديثة في مجال تخصصه، ويحسن التعامل والتصرف مع طلابه بطريقة تربوية سليمة تقوم علي الأسلوب العلمي الصحيح، وتحقيق إيجابية الطلاب في العملية التعليمية، ويتعامل بمهارة مع تکنولوجيا العصر خاصة المستخدمة في مجال التعليم حتي يتمکن من تدريب طلابه علي استخدامها في الأغراض المختلفة.
وأشار (الباز الباز، 1999، ص61) إلى أن المعلم لم يعد يتحمل أعباء العملية بکاملها فهو لا يُعلم ولکنه يساعد علي التعلم ويُعين تلاميذه علي اکتشاف قدراتهم وتنميتها وإطلاقها، ولم يعد المتعلم ذلک الکائن السلبي المنحصر دوره في مجرد الحفظ والترديد والاستظهار بل أصبح دوره إيجابيًا يناقش ويحاور ويعرض أفکاره بجراءة وحرية، يمارس التفکير الناقد والمبدع ويستخدم تکنولوجيا العصر من الکمبيوتر إلى إنترنت- تلميذ قادر علي اتخاذ قراراته بنفسه.
وأوضح (فايز الشناوي، 1997, ص48) أن التطور التکنولوجي أدى إلى نمو هائل في حجم المعرفة وتنوع المعلومات وتغيرها إلى الحد الذي تصبح فيه محصلة المعلم والطالب منها قديمة في مدي سنوات، إذا لم تتعهد الرعاية والتنمية المستمرة، فنجد أن مؤسسات تربية المعلمين متهمة بالتقصير فهي تعد مدرسين لمدارس لم تعد قائمة، وأنها فقدت ارتباطها بما يجري في المدارس بالفعل، وأنها فقدت قدرتها علي الاستمرار في إعداد مدرسين وفقًا لحاجات التلاميذ الجديدة، وأن تربية المعلم أصبحت أقل ارتباطا بالمتطلبات الجديدة للمهنة، فمن المعلوم أن المدرسين أصبحوا في حاجة إلى مهارات جديدة لمواجهة ما نلاحظه الآن من عدم اهتمام طلابنا بالتعليم وضعف مستوياتهم الأکاديمية وحرصهم علي النجاح دون إنجاز، وظهور حالات من الضعف وتبني سلوکيات غير سليمة وغريبة علي مجتمعاتنا.
کل ذلک وغيره يتطلب من القائمين على العملية التربوية العمل على الارتقاء بالمستوى العلمى, والتربوى, والثقافى للمعلم، حتى يتمکن من أداء الأدوار المنوط بها, ومن هنا تأتى أهمية التنمية المهنية للمعلم، والتى تنبع أولا من ذاته، ومن خلال برامج معدة ومخطط لها بشکل متکامل, ومعلنة، ومعرف الهدف منها, وتمثل أهمية بالنسبة للمعلم, وللمنظومة التى يعمل فيها.
وأشارت (اليونيسيف، 2009، ص9) إلى تدهور ظروف عمل المعلمين، وافتقار تدريبهم إلى الحافز والأحوال الاجتماعية والمهنية الجيدة التي من شأنها مساعدتهم على تحقيق قفزة واسعة إلى الأمام، وبدأ النظام التعليمي بالاستعانة بمعلمين مبتدئين، لم يحصلوا على أي تدريب تربوي أو شهادة تربوية قبل الخدمة، أو ممن حصلوا على قدر ضئيل من الإعداد المهني بنظام الحصة أو المکافأة الشاملة، باعتبار أنهم يمثلون قوى عاملة رخيصة، ولديهم الاستعداد لقبول العمل في ظروف العمل المتدنية الراهنة، ولاشک أنه توجد اليوم فجوة واسعة بين خصائص ومهارات المعلم الذي تتطلبه ظروف عصر المعلومات والمعرفة الراهن، وخصائص المعلم الحالي في المدارس، ومن الضروري والملح الإشارة إلى أنه قد آن الأوان للاهتمام بدور المعلم وبمهنة التعليم، ليس فقط على أساس العدالة في التعامل مع هذه الفئة المهنية التي تؤدي دورًا اجتماعيًا ووطنيًا مهمًا، بل لأنها تشکل عاملًا حاسمًا في أية استراتيجية للتنمية البشرية.