لقد أعطت مصر الأولوية لإصلاح التعليم في القرن الحادي والعشرين، ومنذ عام 2014، احتلت مصر مرتبة  في مؤشرات التنمية البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتخطط مصر لتعزيز فرص حصول الأطفال على التعلم والتنمية، فضلاً عن دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مراحل التعليم، وخاصة على المستوى العالي، بمساعدة دولية أو عبرالمؤسسات المتعددة الأطراف. وإذا كانت  إيجابيات وسلبيات التعليم في مصر تعكس جوانب القوة والتحديات التي يحتاج النظام التعليمي إلى مواجهتها ، مازال التعليم في مصر يتمتع بتاريخ عريق وفرص تعليمية متنوعة، مما يجعله نظاماً قادراً على توفير الأساس المعرفي والثقافي للطلاب، ورغم أنه وفي الآونة الأخيرة قد بدأ في التعافي، إلا أن التحديات المتعلقة بالاكتظاظ، ونقص التجهيزات، والبيروقراطية تتطلب حلولاً جذرية لتحسين جودة التعليم وضمان توفير فرص متكافئة للجميع. وتعد المناهج التعليمية أحد العوامل الرئيسة التي تؤثر على جودة التعليم سواء في مصر أو في العالم أجمع،  فهي تحدد الطرق والأساليب التي يتم بها نقل المعرفة وتنمية المهارات،  في ظل التطورات السريعة في كافة المجالات والتعليم علي وجه الخصوص. وإذا كان من بين أهم أهداف التعليم في مصر عبر تطوير المناهج بجميع عناصرها بما يتناسب مع التطوّرات العالمية والتحديات المعلوماتية مع مراعاة سن المتعلّم واحتياجاته البيولوجية والنفسية، هو تمكـين المتعلـم مـن متطلبـات ومهـارات القــرن الــواحــد والعشــريـن، والتنمية المهنية الشاملة والمستدامة المخططة للمعلمين، باستراتيجيات متكاملة تُسهم في بناء شخصية المتعلم المصري. فإن التماسك المجتمعي والحاجة إلى علاقات قوية وإيجابية بين المصريين بخلفياتهم المختلفة، ومعالجة أوجه التنوع والإختلاف، وتنمية مناخ إيجابي من الرأي لدعم منظومة القيم المجتمعية، عبر إضافة سياق محلي مصري لإرشادات التماسك المجتمعي، برؤي مشتركة وشعور بالانتماء لمصر ولجميع أطياف المجتمع؛ وتقدير تنوع خلفيات المصريين وظروفهم المختلفة، والعمل علي تطوير علاقات قوية وإيجابية بين المصريين سواء في مكان العمل، وفي المدارس، أو داخل قطاعاعات المجتمع المصري. وبناء علي ماسبق علينا أن نتساءل عن مستقبل التعليم المصري في طرح مناهج تدعم  تعليم وتعلم منظومة قيم التماسك المجتمعي وتواكب قضايا حروب الجيلين الرابع والخامس التي يثير بعضها جدلاً قد يضرب في مقومات الهوية إذا لم يعالجه تعليم بمناهج تبعد بالمتعلم عن مسارات الهيمنة والعولمة ، ومصممة علي أساس المعايشة والمحاورة والوصول إلي ما ورائيات هذه القضايا المطروحة وذللك من خلال الاجابة على التساؤلات التالية: . الأسئلة التي تطرح نفسها الآن : ما مدي إسهام التعليم المصري بمناهجه في تقوية التماسك الاجتماعي وتعزيز الوحدة واللحمة الوطنية لمواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس؟ ما مدي كفاية بعض المناهج كالتربية الوطنية في شرح مكونات المجتمع المصري وتعداده دون التركيز على آليات التواصل والحوار وتعزيز التماسك بينها لمواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس ؟ هل نحن بحاجة إلي إلي تطوير منظومة التعليم المصري بمناهجه بين واقع التطبيق والخيارات المتوقعة؟ هل نحن بحاجة إلي رؤية وتصور مقترح لتعليم مصري ومناهجه لدعم منظور تربوي لتعزيز التماسك المجتمعي لمواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس يمثله أنموذجاً مقترحاً ؟ وقد طرحت صاحبة الورقة المنظور التربوي المقترح لأنموذج التعليم المصري ومناهجه الداعم لمعطيات التماسك المجتمعي ومواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس الحالية والمستقبلية خلال استعراض قضايا أبرزها: القضية الأولى: نظم ومصطلحات رئيسة مطروحة لثقافة تعليم مصري مطلوب . القضية الثانية:  متطلبات محددة ومعوقات يمكن تلاقيها لتطبيقات فاعلة . القضية الثالثة:  التعليم المصري واقع تطبيق وخيارات متوقعة . القضية الرابعة:  خيارات المستقبل رؤية وتصور مقترح لتعليم مصري داعم . وتم ذلك من خلال ما اصطلح تسميته " دور التعليم المصري في الإرتقاء بالتماسك المجتمعي،  ومواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس " إننتهي إلى أنموذج قد ينجح في إرساء قواعد ومعايير، قد تكون في حاجة إلى مزيد من الطرح والبحث من جديد ، ومن هذا المنطلق تم تناول محورين أساسيين هما: المحور الأول: نظم ومصطلحات رئيسة مطروحة . المحور الثاني: دعوة لدعم التصور التربوي المقترح لأنموذج  التعليم المصري ومناهجه . وبعد مناقشة هذه القضايا بمحوريها أمكن التوصل إلي أنموذج التصور التربوي المقترح لتحالف مناهج الدراسات الإجتماعية المصرية والتكنولوجيا  علي ضوء التحديات المعاصرة. وانتهت الورقة إلي  عرض منطلقات وأهداف التصور المنظومية التربوي، ومكوناته، ومتطلبات تحقيقه.