يتناول هذا البحث جماليات المكان في قصيدة "أستمعُ إلى إسطنبول" لأورخان ولي قانيق (Orhan Veli Kanik)، وهو شاعر تركي ابتكر نهجًا حديثًا في كتابة الشعر التركي في مطلع القرن العشرين وحتى منتصفه، مستعينًا في ذلك باللغة اليسيرة المتداولة في الشارع  التركي، وكان من بين قصائده الجميلة التي كتبها عن إسطنبول قصيدتنا التي تناولنا فيها جانبًا مهمًا  تحويه القصيدة بين ثناياها، وهو جماليات المكان ودوره في إبراز ما تحويه القصيدة من أماكن، وما كان لها من دور في تكوين تلك الصور التخيلية المكانية التي كانت تدور في خلد الشاعر، والذي من خلالها عيش القارئ معه جماليات تلك الصور المكانية الجميلة بين ثنايا القصيدة، ويبرز هذا البحث نفسية الشاعر ومدى تأثره وارتباطه في الوقت نفسه بالأماكن التي ذكرها داخل إسطنبول، وناهيك عن عشقه لإسطنبول ومدى توفيقه في اختيار أماكن كان لها  ذكرى بين خلجات نفسه، والتي كان لعشق الشاعر لها الفضل في أن ينتج لنا هذه القصيدة، كذلك كان للبنية المكانية جماليات كثيرة ذكرتها في هذا البحث.