يبدأ الاكتئاب في سن مُبكرة من حياة الفرد، وعادةً ما يكون مُعاوداً في مراحل لاحقة من حياة الفرد، ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الأُولى بوصفه مُسبباً أساسياً للاضطرابات والأزمات الصحية العالمية بحلول2030. وهدفت هذه الدراسة إلى التحقق من فاعلية برنامج علاجي قائم على علاج التفاعل بين الوالدين والطفل في خفض أعراض الاكتئاب لدى أطفال الروضة ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).وقد تم تطبيق أدوات الدراسة على عينة أساسية قوامها (679) طفلاً وطفلة، خضعوا لأدوات التشخيص الأولي المتمثلة في مقياس أعراض الاكتئاب(إعداد الباحثة)، ومقياسي اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لتقدير المعلم وتقدير الوالدين (Conners CTRS-28 & CPRS-48) تعريب عبدالرقيب البحيرى، وتم اختيار عينة علاجية قوامها (22) طفلاً من الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض مشتركة لكلا الاضطرابين، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين متكافئتين: تجريبية (11 طفلاً) خضعت للبرنامج، وضابطة (11 طفلاً) لم تخضع له. وكشفت النتائج الإحصائية للدراسة عن فاعلية كبيرة للبرنامج العلاجي في خفض أعراض الاكتئاب وأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، حيث أظهرت الفروق بين المجموعتين (التجريبية والضابطة) بعد تطبيق البرنامج دلالة إحصائية عالية لصالح الأطفال في المجموعة التجريبية،كما أظهرت نتائج القياس التتبعي عدم وجود فروق دالة بين القياسين البعدي والتتبعي، مما يُشير إلى استمرارية فاعلية البرنامج وثبات أثره العلاجي مع مرور الوقت.وقد انعكست فعالية البرنامج في تحسن الجوانب الانفعالية والسلوكية والمعرفية للأطفال، بما في ذلك انخفاض معدلات المشكلات المسلكية وفرط النشاط والاندفاعية، وتحسن تقدير الذات والمزاج العام والعلاقات الاجتماعية، بحسب تقارير المعلمين والوالدين.وتتسق هذه النتائج مع عدد من الدراسات الحديثة التي أكدت أن التدخلات القائمة على تعزيز التفاعل الإيجابي بين الوالدين والطفل تُعد من أنجح البرامج في تقليل أعراض الاضطرابات النفسية في مرحلة الطفولة المبكرة، خاصة اضطرابي الاكتئاب وADHD.وتوصى الدراسة بضرورة عقد ورش تدريبية لمعلمات الروضة والوالدين عن علاج التفاعل بين الوالدين والطفل.