هدفت الدراسة الحالية إلى فحص النموذج البنائي الذي يحتوي على تأثيرات التنظيم الذاتي والعصابية في نوعية الحياة لدى مرضي إصابات النخاع الشوكي غير الصدمي. وتكونت عينة الدراسة من (171) مصابًا بالنخاع الشوكي غير الصدمي [متوسط عمري 44.71 ± 15.11 سنة؛ بواقع (66) ذكور، (105) إناث]، وكانت إصابات النخاع الشوكي (الشلل النصفي السفلي كلي/جزئي) ناجمة عن أسباب غير صدمية [التهاب النخاع الشوكي، والأورام]. وقاموا بالإجابة على كل من استمارة جمع البيانات الأساسية والعيادية، ومقياس التنظيم الذاتي المختصر المعدل (اعداد كاري وزملائه، تعريب وتقنين الباحثة)، ومقياس العصابية (إعداد كوستا وماكري، ترجمة الأنصاري، 1997)، ومقياس نوعية الحياة لمصابي النخاع الشوكي (إعداد الباحثة). وأظهرت نتائج الدراسة بأنه توجد علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيًا بين درجات مرضى إصابة النخاع الشوكي على مقياس التنظيم الذاتي ودرجاتهم على نوعية الحياة وبعض أبعادها، كما توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا على بعدي نوعية الحياة (الصحة البدنية، النشاط والحيوية). ووجد ارتباط عكسي دال على مقياس العصابية ودرجاتهم على أبعاد نوعية الحياة والمقياس ككل. كما توجد علاقة ارتباطية سالبة بين درجات مرضى إصابة النخاع الشوكي على مقياس التنظيم الذاتي ودرجاتهم على مقياس العصابية. كما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات مرضى إصابة النخاع الشوكي من الجنسين على مقياس العصابية والتنظيم الذاتي ونوعية الحياة وأبعادها عدا بعدي؛ الأداء الاجتماعي والصحة النفسية المدركة. وأوضحت النتائج التطابق التام للنموذج البنائي المقترح مع مصفوفة الارتباط البسيط، كما كشف عنه التأثير السببي الموجب المباشر وغير المباشر لمتغير لكل من التنظيم الذاتي والعصابية (كمتغيرين مستقلين) وأبعاد نوعية الحياة (متغيرات تابعة) لدى عينة الدراسة (مرضي إصابة النخاع الشوكي غير الصدمية)، وأكدت النتائج إمكانية إسهام التنظيم الذاتي والعصابية في التنبؤ بنوعية الحياة .