شهدت روسيا بين عامي 2012 و2020، إعادة توجيه سياساتها العالمية، بدمج القوة الناعمة والصلبة والذكية. هذا التحول كان بارزًا مقارنة بفترة التسعينيات أو الحقبة السوفيتية، حيث استعادت روسيا دورًا مؤثرًا دون مواجهات مباشرة، شكلت منطقة الشرق الأوسط، وخاصة غرب آسيا، نقطة محورية لاستعادة نفوذ روسيا العالمي، استغلت روسيا الأزمة السورية كفرصة للعودة إلى مناطق نفوذها التقليدية. دعم فلاديمير بوتين لنظام الأسد من خلال التدخل العسكري أعاد صياغة دور روسيا في المنطقة وعزز وجودها في البحر المتوسط وشمال إفريقيا والخليج العربي
ساهمت الأزمة السورية في إثارة نزاع داخلي اشتبكت معه أطراف خارجية، أيدت كلا منها جماعات أو قوى سياسية معينة، وهو ما أخرج الأزمة السورية عن سياقها المحلي، وأصبحت أزمة إقليمية ودولية، لذلك أصبح من الضروري معرفة تأثير الأزمة السورية على الأمن الإقليمي بشكل عام وتأثير السياسية الروسية تجاه سوريا على القوى الإقليمية والدولية الفاعلة خلال في الفترة (2011 الي 2022). كما كشفت تداعيات الأزمة السورية على دول الجوار الإقليمي أكثر من إشكالية منها ما يتعلق بعملية انتقال اللاجئين السوريين عبر الحدود، ومنها ما يتعلق بتحيُّز الطوائف العرقية أو المذهبية لمثيلتها من الطوائف السورية، وانعكاسات ذلك على المصالح الإقليمية للدول، ويخشى بالفعل من سيناريو وقوع حرب على أسس مذهبية او طائفية ي سوريا تؤثر على باقي دول المنطقة، وهو ما تتخوَّف منه الدول العربية الحريصة على أمن واستقرار سوريا خاصة مصر.