تعرضت الدراسة بشكل شامل لتأثير التحولات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط على توازن القوى الإقليمية وديناميكيات الصراعات والأزمات في المنطقة، وكذلك انعكاسات ذلك على طبيعة العلاقات الأمريكية مع حلفائها التقليديين, حيث بدأت الدراسة بتحليل قرار إدارة الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات، وأظهرت كيف عزز هذا القرار من موقع إيران الإقليمي وزيادة نفوذها، في المقابل أضعف من القدرات العسكرية والسياسية لدول الخليج العربي في مواجهة التمدد الإيراني, كما تناولت الدراسة تأثير قرار إدارة الرئيس بايدن بوقف الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي في اليمن، والذي ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية هناك.
خلصت الدراسة إلى أن التحولات في السياسة الخارجية الأمريكية أدت إلى إعادة توزيع موازين القوى والنفوذ بين الأطراف الإقليمية المتنافسة، مما ساهم في تصاعد التوترات والصراعات المسلحة في عدة ملفات ساخنة كالخلاف الإيراني-السعودي والأزمة اليمنية, وأوصت الدراسة بضرورة اتباع سياسة خارجية أمريكية أكثر توازنًا وشمولية تجاه القوى الإقليمية، وإعادة النظر في قرارات الانسحاب من الاتفاقات الدولية ذات الصلة، وتفعيل دور الولايات المتحدة كوسيط موثوق في عمليات السلام الإقليمية، إضافة إلى دعم الجهود الإنسانية والإغاثية في مناطق الصراع والأزمات.