استهدفت الدراسة تحليل العوامل المؤدية إلى نشأة واستمرار الأحزاب المهيمنة، مع التطبيق على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، وخلصت الدراسة على المستوى النظري إلى التمييز بين أربع مجموعات من هذه العوامل: الأولى هي الانقسامات الاجتماعية، والثانية هي العوامل المؤسسية، والثالثة هي العوامل المتصلة بالحزب المهيمن، والأخيرة ترتبط بأحزاب المعارضة.

على المستوى التطبيقي أشارت الدراسة إلى أن الانقسامات العرقية ساهمت في هيمنة حزب المؤتمر على النظام الحزبي في جنوب أفريقيا، كما انتهت الدراسة إلى أنه رغم تبني جنوب أفريقيا لأحد نظم التمثيل النسبي وهو القائمة النسبية المغلقة إلا أن هذا النظام كان له بعض الآثار على الأحزاب السياسية والنظام الحزبي حيث أدى إلى دعم مركزية حزب المؤتمر الوطني وتقويض المساءلة وهو ما رسخ لهيمنة الحزب. وانتهت الدراسة إلى أن هناك عوامل رئيسية متعلقة بحزب المؤتمر ساهمت في ظهوره واستمراره كحزب مهيمن الأول تاريخي متعلق بتاريخ الحزب النضالي كحركة تحرير ضد نظام الفصل العنصري، والثاني تمثيله لقطاعات المجتمع المختلفة ووسطيته، ويتمثل الثالث في قدرته على الحفاظ على وحدته ومنع الانشقاقات، والرابع هو الروابط الزبائنية للحزب إذ استخدم الحزب موارد السلطة لتعزيز قاعدته الجماهيرية والأخير هو استراتيجيات الحزب المتعلقة بمحاولة نزع الشرعية عن أحزاب المعارضة. وانتهت الدراسة إلى عدم قدرة أحزاب المعارضة على تحدي هيمنة المؤتمر الوطني الأفريقي.