يعد التحليل النوعي للمحتوي أحد أساليب البحث النوعي التي تقوم بتحليل البيانات وتفسيرها بشكل منهجي لاستخراج رؤي ذات معني وفهم الأنماط في إطار ربط البيانات بالسياق السياسي والاجتماعي والثقافي والتاريخي.
وفي الإطار، يتناول هذا المقال تاريخ التحليل النوعي للمحتوي، وكيف كانت بداياته المبكرة في أوائل الخمسينيات، ثم ظل ثلاثة عقود حتى قوبل بالاعتراف من قبل الجماعة العلمية.
ونناقش كذلك جدلية الكمي والنوعي، ومحاولات الكمي إعادة تعريف التحليل الكمي وتطوير تعريفاته، ومحاولات النوعي للاحتفاظ بمزايا الضبط الكمي والموثوقية لدي التحليل الكمي.
وكيف تطور هذا الجدل العلمي ليثمر نماذج وأساليب جديدة مختلطة مثل النموذج التكاملي لتحليل المحتوي، ونموذج التحليل الرقمي المختلط الاستكشافي المتسلسل، وتحليل المحتوي الاثنوجرافي، الأمر الذي يوضح أن الامر لم يقف عند حد التكامل بين الكمي والنوعي بل تطور الي صياغة نماذج وأساليب جديدة تواكب المنهج المختلط المتعدد التخصصات.
ونختتم المقال بتحديد مجالات تأثير التطورات التكنولوجية وثورة البيانات على البحث النوعي الرقمي والتكامل بين الاساليب النوعية التقليدية ومنهجيات العلوم الانسانية الرقمية، وكيف أفرز هذا التكامل تقنيات ومنهجيات جديدة في التحليل والتفسير والتنظير.