هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن أشكال الاعتراف الاجتماعي (العاطفي، القانوني، الاجتماعي) التي يسعى الشباب السعودي إلى تحقيقها عبر منصة “إكس"، وذلك استنادًا إلى نظرية الاعتراف لأكسل هونيث. كما سعت إلى فهم مجالات تحقيق الذات المرتبطة بهذه الأشكال من الاعتراف، والتي تشمل الثقة بالنفس، واحترام الذات، وتقدير الذات. وتبرز منصة “إكس" هنا بوصفها أداة تواصل اجتماعي تمكّن الشباب من التفاعل وتلقّي الدعم والاعتراف، مما ينعكس إيجابًا على تكوين هويتهم وتحقيق ذواتهم.
اعتمدت الدراسة على منهج دراسة الحالة من خلال إجراء مقابلات معمّقة. تكوّنت العينة القصدية من (21) شابًا وشابة من مستخدمي منصة “إكس"، صُنِّفوا إلى ثلاث فئات وفقًا لأوضاعهم: حالات مرضية صحية، وحالات مرضية نفسية، وحالات اجتماعية. وقد أتاحت هذه المنهجية تحليلًا متعمّقًا لآليات الاعتراف الاجتماعي وعلاقتها بتحقيق الذات.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج رئيسية، وهي: ساهمت منصة أكس في تحقيق الاعتراف العاطفي، وذلك من خلال تعزيز رأس المال الاجتماعي، الإشباع العاطفي، والدعم الاجتماعي، مما عزز شعور الشباب السعودي بالانتماء والتماسك المجتمعي، وزاد من دعمهم النفسي والعاطفي، كما عززت المنصة الاعتراف القانوني من خلال تمكين الشباب من فهم حقوقهم، والتعبير عن قضاياهم عبر مرئية الأفراد وإيصال أصواتهم، والتواصل مع الجهات المعنية وصناع القرار، مما أدى إلى تعزيز احترام الذات لديهم، كما ساهمت المنصة من تعزيز الاعتراف الاجتماعي من خلال تحقيق التضامن الرقمي، الاندماج الاجتماعي، والتقدير للمؤهلات والفرص، مما مكّن الشباب من إبراز إنجازاتهم، وتوسيع دوائرهم الاجتماعية، وتحقيق التقدير المجتمعي. كما أوصت الدراسة بتشجيع المبادرات الرقمية التي تعزز التضامن الاجتماعي، مثل الحملات المجتمعية التي تدعم الشباب الذين يعانون من مشكلات صحية أو نفسية أو اجتماعية، بالإضافة الى تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي عبر المنصة من خلال إنشاء مجتمعات رقمية مخصصة لتقديم الدعم العاطفي والمساندة النفسية للشباب الذين يواجهون تحديات مختلفة.