يتعرض هذا البحث لقضية فكرية عقدية مهمة، تلك التي تمثل مفترقًا مهمًا في النقل والترجمة، وهي معاني الآيات القرآنية التي قد يوهم ظاهرها مشابهة الله تعالى بمخلوقاته، فكان من الضروري دراسة معاني هذه الآيات، ومناقشة ترجمتها ونقل مضامينها اللغوية والشرعية المرادة إلى التركية؛ إذ تتطلب ترجمة معاني هذه الآيات ترجمة دقيقة تقتضي تنزيه الله -عزَّ وجلَّ- عن كل مالايليق به كالجسمية وغيرها، وفق مذهب أهل السنة والجماعة في فهم تلك الآيات. وقد تناولت الدراسة أهم ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة التركية     "KUR'AN-I KERİM MEÂLİ"، وهي ترجمة رسمية مؤسسية صادرة من قبل   "Diyanet İşleri Başkanlığı" "رئاسة الشئون الدينية" التركية. واتبعت الدراسة منهجان هما: علم اللغة التقابلي؛ وذلك من خلال مقابلة الترجمة التركية بالنص الأصلي (العربية) للآيات القرآنية؛ لبيان أوجه التوفيق والإخفاق من عدمه في الترجمة. واعتمدت كذلك على المنهج النقدي في دراسة وتقييم ترجمة نماذج مختارة من الآيات القرآنية الموهم ظاهرها التشبيه إلى التركية. ويتألف البحث من مقدمة، وتمهيد تناول منهج أهل السنة والجماعة في فهم هذه الآيات الموهمة بظاهرها تشبيه الله تعالى بمخلوقاته. ثم تضمن البحث دراسة تطبيقية نقدية للترجمة التركية لمعاني بعض الآيات القرآنية المختارة. ومن أهم النتنائج التي توصلت إليها الدراسة هي أن التأويل ضرورة لغوية وعقدية، وهو من الطرق المثلى لترجمة معاني الآيات القرآنية التي قد توهم بظاهرها مشابهة الله تعالى بمخلوقاته إلى التركية؛ فيُحمل اللفظ على معنى يكون سائغًا في اللغة العربية، ويتفق وجلال الله سبحانه وتعالى؛ وذلك بغية تنزيه الله تعالى عن مشابهة مخلوقاته.