يعد الإهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة من أهم المعايير التى يقاس مدي تحضر الأمم وتقدمها، والإهتمام بالطفل ما قبل المدرسة أصبح ضرورة ملحة تفرضها أهمية وخطورة هذه المرحلة فهي بمثابة مرحلة جوهرية وتأسيسية تبني عليها مراحل النمو التى تليها، وهي الدعامة الأساسية التى تقوم عليها بعد ذلك حياته بجميع مظاهرها، وعلي هذا فإن اى قصور في هذه المرحلة يؤثر سلباً علي جميع مهارات الطفل وعلي جوانب نموه المختلفة وعلي شخصيته في المستقبل. ويعد مجال صعوبات التعلم من المجالات المهمة والتى شهدت تطوراً هائلاً  في سبعيينيات القرن الماضى وأسفر هذا الاهتمام عن إنتقال البحث من دراسة التلاميذ ذوي صعوبة التعلم في مرحلة التعليم الأساسي الى دراسة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة(حسني زكريا النجار، 2022،97). وتشير دراسة هاجروف (Hagrove,2001) إلى ان صعوبات التعلم في مرحلة ما قبل المدرسة لا تعني انخفاض التحصيل عن القدرات الحقيقية للطفل أو انخفاض مستوي تحصيله عن مستوي الأقران العاديين. وكما ورد في القانون الفيدرالى رقم (94-142) ان صعوبات التعلم لدي هؤلاء الأطفال عبارة عن صعوبات نمائية تتمثل في قصور النمو الاجتماعي للطفل وتفاعله مع الأخرين، وصعوبات انفعالية ومعرفية وحركية وادراكية وكل هذه الجوانب تعتبر اساساً للنمو اللاحق.