مقدمة:
تعد المرونة النفسية أحد أهم المفاهيم الإيجابية للشخصية والتي قد يكون لها أثر على مدى توافق الفرد ورضاه عن ذاته وحياته بشكل عام ووظيفته بشكل خاص، فالشخص المرن هو شخص قادر على التأقلم والتوافق والتكيف، ومواجهة أي عثرات تعترضه في حياته (أبو سيف وعيسى، 2023)، وإضافة إلى ذلك فالمرونة النفسية فرصة وقدرة للأفراد للإبحار وبطريقة إيجابية في مسار توظيف المصادر النفسية والاجتماعية والبدنية والثقافية للمواجهة، والتوافق الإيجابي الفعال مع أحداث الحياة الصادمة وتجاوز تأثيراتها، والمحافظة على الهدوء والاتزان النفسي، والإحساس بجودة الوجود الذاتي (أبو حلاوة، 2013). علاوة على ذلك فإن المرونة النفسية من المفاهيم المهمة الرئيسية في مجالات التطوير المهني وعلم النفس المهني وفي مجال العمل من أجل فهم سبب وكيفية تحقيق الأشخاص القادرين على التعامل مع المواقف السلبية والمجهدة المتعلقة بحياتهم المهنية (Sezgin, 2023)، كما أن المرونة للموظفين عاملاً مهماً، من حيث إدارة الضغوطات، والتكيف مع الصعوبات والتحديات التي تواجههم في مختلف مجالات الحياة بما فيها مجال العمل، وقد أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يتمتعون بمرونة نفسية عالية لديهم التزام وظيفي مرتفع تجاه مؤسسات العمل التي يشتغلون فيها، وميل أقل لترك تلك المؤسسات (Sezgin, 2012).
وبطبيعة الأمر فأن حياة الفرد تتوقف على درجة توافقه، فإذا فشل إلى حدٍ ما في هذا التوافق فإن حياته تصبح معرضة للخطر، فضرورة التوافق يفرضها كون الإنسان في مواجهة البيئة ومنها بيئة العمل إذ عليه أن يتوافق مهنياً مع النواحي المختلفة في ميدان العمل (إبراهيمي، 2018)، إذ يعد التوافق المهني من الجوانب المهمة للصحة النفسية وأصبح ضرورياً لقيام الأفراد بمهامهم على أكمل وجه، وضرورياً لنجاح الفرد وقدرته على التكيف مع ظروف العمل ومتطلباته داخل المؤسسات المهنية (أبو غالي وبسيسو، 2009).