تعد قضية معتقدات المعلمين باختلاف العصور، والبيئات، والنظم التعليمية قضية محورية، يتم تناولها بشكل دائم وعلى نطاق واسع في البحوث والدراسات التربوية. فالمعتقدات هي أحد المفاتيح الرئيسة لتطوير الممارسات التدريسية، وتوجيهها لتعمل على نحو متسق مع التوجهات العالمية والتطور التكنولوجي الذي تشهده الأنظمة التعليمية، وبشكل أكثر تحديداً في نظام التعلُم الذكي. ولذلك، في ضوء التقدم الذي شهدته دراسات الذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي، ظهر اتجاه من البحوث يستهدف دراسة تأثير معتقدات المعلم حول التدريس (البيداجوجية) على استخدام طلابه لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي أو رفضهم لها على مستوى الممارسة. وبالرغم من هيمنة ثقافة التعلُم الذكي عامة، والذكاء الاصطناعي خاصة على موضوعات البحوث والدراسات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، إلا أن بحوث إعداد المعلُم في مصر لا تزال تحاول استيعاب تلك النقلة الرقمية الذكية. وللمشاركة في تلك النقلة، فإن الدراسة الحالية تستهدف تقصي المعتقدات البيداجوجية للطلاب المعلمين (معلمي الجغرافيا ما قبل الخدمة) في ضوء نموذج TPACK، والتي قد تفيد نتائجها في فهم مدى استعداد هؤلاء الطلاب المعلمين للتعليم بالذكاء الاصطناعي، بما يسمح بتطوير برامج إعداد المعلم وجعلها أكثر توافقا مع التعلُم الذكي كما يصفه نموذج TPACK الذكي. وقد تم تناول تساؤلات الدراسة من خلال إجراءات ثلاثة، تضمنت: تحليل اللوائح الداخلية لكلية التربية والمنوطة بإعداد معلم الجغرافيا ما قبل الخدمة (مستوى المنهج المُخطط)؛ ملاحظات حول الواقع الفعَلي لتدريس الجغرافيا في ضوء نماذج الدمج التكنولوجي (مستوى المنهج المُنفذ)؛ دراسة واقع المعتقدات البيداجوجية للطلاب المعلمين (مستوى المنهج المُحقق). ومن ثم، فقد تمثلت نتائج الدراسة في توّصيف الواقع الحالي لمعتقدات معلمي الجغرافيا ما قبل الخدمة البيداجوجية (المجموعة الاثنوجرافية: طلاب كلية التربية جامعة طنطا)، وبيان علاقة تلك المعتقدات بممارسات دمج التكنولوجيا في التدريس. واضافة لذلك، فقد تم نمذجة الفجوة بين واقع برامج إعداد المعلم وبين متطلبات تحقيق TPACK الذكي، والتي أمكن من خلالها إلقاء الضوء على كيفية إرساء أسس لتصميم برامج إعداد المُعلم بما يتناسب مع تحديات العصر الرقمي.