"في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جاء أكبر المتفائلين من مجال التكنولوجيا. أخبرونا أنه بفضل انتشار التقنيات الرقمية، ستنتشر المعلومات بسهولة في العالم وسيصبح الناس مواطنين مطلعين ويتخذون قرارات مستنيرة، وبالتالي ستسود الديمقراطية في كل مكان!!. "(الكاتبة التركية أليف شفق)
مستخلص:
بدأ هذه الدراسة بمقولة تدعي بأنه إذا كانت هناك إنسانية رقمية فبالضرورة لابد من وجود استعمار رقمي، هذا المفهوم ونقيضة يجعل السلطة دائما  ضد مفهوم الديموقراطية حتى لو كانت هذه السلطة هي التي اخترعت مفهوم الديموقراطية،  كما تستمر مسألة المراقبة والمعاقبة وفقا لفوكو مستمرة، تتناول الورقة قضية إعادة الاستعمار تشكيل نفسه في صور مغايرة لتلك التقليدية، حيث كان من المنتظر لشبكة الانترنت أن تقدم خدمات ذات طابع استراتيجي وفني للدول النامية، في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والثقافة، ومع الوقت يبدو الأمر مغايرا لتلك الحقيقة،  أو على أقل تقدير أن المفهومان متداخلان ومتصارعا، صحيح أن المنظمات الدولية تقدم خدمات من هذا النوع، كما أنه يمكن أحيانا إعلان المواطنين بالرفض في موضوع ما على السوشيال ميديا،  لكن إذا تعارض هذا الرأي في هذه القضية مع  نظام السوشيال ميديا ستجري حينها نوع من المعاقبة للصوت الرافض، كما أن الدول ذات الطبيعة الاستعمارية استخدمت شركاتها للسيطرة على العالم والبيانات خاصة بيانات الدول النامية، تحاول الورقة إلقاء الضوء على  هذه الممارسات من خلال محاولة الاجابة على سؤالين، الأول هو هل هناك مفاهيم متناقضة لشبكة الانترنت بين الولايات المتحدة وأوروبا وبين دول الجنوب العالمي وماهي؟ والثاني هو هل هناك حلول يمكن التوصل إليها لإبعاد شبهات ما بعد الاستعمار عن الانترنت. إذا ثبت أن الإنترنت شبكة استعمارية؟  وفي سبيل الإجابة على السؤالين تم استعراض الإنتاج الفكري حول هذه القضية وتأثيرات الاتصالات والانترنت على العالم، والبحث من خلال استخدام منهج تحليل المضمون في المفاهيم في إمكانية البحث عن المفاهيم المتناقضة أولا،  حيث تم اكتشاف 13  مفهوما متناقضا بين الفرقتين، إضافة لبعض المفاهيم الأقل شأنا، وثانيا تم تحديد مجموعة من  مجالات الإصلاح  وتحديد مجالات يمكن فيها التعاون بين الفرقتين، وعلى الرغم من ذلك فإن الموضوع مفتوح للاستكشاف من خلال عينات أكبر حجما يمكن أن تركز كل عينة على مفهوم محدد في دراسات مابعد الاستعمار.
الكلمات المفتاحية:
الانترنت، الإنسانية الرقمية، الاستعمار الرقمي، قوانين البيانات، أخلاقيات العالم الرقمي، الهيمنة الرقمية، تفكيك الاستعمار، إعادة اختراع الاستعمار، الشبكات الاجتماعية، مصادر المعلومات الرقمية، السيادة على الإنترنت.
Abstract:
This investigation began with a statement claiming that digital colonialism must exist if there is digital humanity. This concept and its opposite always make the authority against the concept of democracy, even if this authority is the one that invented the concept of democracy. The issue of surveillance and punishment, according to Foucault, also continues. The paper addresses the issue of recolonization shaping itself in images that differ from the traditional ones, as the Internet was expected to provide services of a strategic and technical nature to developing countries in agriculture, industry, trade, and culture. Over time, the matter is different from that reality, or at least the two concepts are intertwined and conflicting. International organizations indeed provide services of this type, and it is also possible for citizens to sometimes declare their rejection of a topic on social media. However, if this opinion on this issue conflicts with the social media system, a kind of punishment will be carried out for the rejecting voice. Also, countries with a colonial nature have used their companies to control the world and data, especially the data of developing countries. The paper attempts to shed light on these practices by trying to answer two questions. The first is whether there are contradictory Internet concepts between the United States and the European Union against the countries of the Global South; what are they? The second is whether solutions can be reached to remove suspicions of post-colonialism from the Internet. Has it been proven that the Internet is a colonial network? To answer the two questions, the intellectual production on this issue , the effects of communications and the Internet on the world were reviewed. The search was conducted using the content analysis approach in concepts in the possibility of searching for contradictory concepts first, where 13 contradictory concepts were discovered between the two groups, in addition to some less essential concepts, and secondly, a group of areas of reform were identified and areas in which cooperation between the two groups could be determined, despite this, the topic is open to exploration through larger samples, each sample can focus on a specific concept in post-colonial studies.