تمثل المدارس محورًا لمعظم المحاولات لتطوير نهوج فعالة للوقاية من تعاطى المخدرات. إذ بالإضافة إلى مهمتها التعليمية التقليدية، غالبًا ما تتحمل المدارس مسئولية معالجة مجموعة متنوعة من المشاكل الاجتماعية والصحية، مثل التثقيف الصحى الذى يستهدف التبغ والكحول وتعاطى المخدرات، وغيرها من المشكلات السلوكية. على الرغم من وجود بعض الجدل حول ما إذا كان ينبغى للمدارس توفير مثل هذه البرامج، لا سيما مع تجدد المخاوف بشأن المعايير الأكاديمية؛ فإن المدارس توفر الوصول الأكثر كفاءة إلى أعداد كبيرة من الأطفال والمراهقين. وعلاوة على ذلك، يدرك العديد من المربين الآن أن بعض المشاكل، من قبيل تعاطى المخدرات، تشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الأهداف التعليمية. ولذا، فقد أدرجت وزارات التعليم فى معظم الدول ولاسيما الدول المتقدمة شعار "المدارس الخالية من المخدرات" كأحد أهدافها لتحسين جودة التعليم. وقد استندت النهوج المدرسية الأولى للوقاية من تعاطى المخدرات إلى مفاهيم بديهية حول كيفية الوقاية من تعاطى المخدرات. وشملت نشر المعلومات، والتعليم الوجدانى، والبرمجة البديلة. ترتكز الأساليب الحديثة للوقاية على النظريات المنطقية النفسية للسلوك البشرى وتشمل التدريب على مهارات المقاومة الاجتماعية ونهج تعزيز الكفاءة. إلا أن الأمر يتطلب الاستفادة من التطورات المتلاحقة لعلم الوقاية فى سبيل تطوير نموذج وقائى فاعل ومتكامل فى الإطار المدرسى.