تناولت الدراسة فعالية الاستراتيجيات الاتصالية للشركات متعددة الجنسيات في مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب أحداث 11 أكتوبر 2023، التي تزامنت مع دعم الدول الأجنبية للعدوان الإسرائيلي على غزة وما نتج عنه من دعوات للمقاطعة. سعت الدراسة للإجابة على أسئلة تتعلق بفعالية هذه الاستراتيجيات في تقليل أثر المقاطعة، تفاعل الجمهور المصري معها، وتأثير الثقافة المحلية والتحديات التي واجهت الشركات في تصميم وتنفيذ رسائلها.
اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي باستخدام تحليل المضمون للصفحات الرسمية لخمسة شركات (بيبسي، كوكاكولا، ماكدونالدز، كنتاكي، وستاربكس) واستبيان شمل 200 فرد من المجتمع المصري. توصلت النتائج إلى أن الشركات ركزت على استراتيجيات اتصال أحادية الاتجاه مع محتوى تسويقي، مما قلل من فعاليتها وأضعف استجابة الجمهور. رغم الاهتمام الكبير بالحملات الاتصالية، ساهم غياب التفاعل وإغلاق التعليقات في سوء الفهم وتراجع الثقة.
كما أبرزت الدراسة تحديات كبرى في تحقيق التوازن بين الاستجابة السريعة ومراعاة العوامل الثقافية والاجتماعية. أثرت الثقافة المحلية بقوة على توقعات الجمهور، حيث توقعوا رسائل تتماشى مع قيمهم. أوضحت النتائج أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي زاد من وعي الجمهور ورفع تفاعلهم مع حملات المقاطعة، لكن الشركات أخفقت في إدارة أزماتها بكفاءة، مما زاد من التحديات.