تسعى الدراسة للتعرف على ثراء البرامج التليفزيونية التفاعلية تقنيا حيث تعدد أدواتها التفاعلية وكيفية تفاعل الشباب العراقي معها، إلى جانب التعرف على تأثير هذه البرامج على المدى الطويل في تشكيل اتجاهاته نحو القضايا السياسية التي تناقشها بطرح وجهات النظر المختلفة بشأنها وتقديم الأدلة والأسانيد المرتبطة بذلك، وتعتمد على نظرية ثراء الوسيلة والغرس الثقافي، وقد تم سحب عينة من 400 مفردة من الشباب العراقي، وتوصلت الدراسة إلى أن هناك تفاعلًا ملحوظًا بين الجمهور العراقي والبرامج التلفزيونية التفاعلية، حيث حقق برنامج "رأي الأغلبية" نسبة متابعة أعلى مقارنة ببرنامج "ع المكشوف"، مما يشير إلى تفاوت الاهتمام بتناول القضايا السياسية. أظهرت النتائج أن الجمهور يُفضل التفاعل المباشر مع المحتوى السياسي عبر وسائل متنوعة مثل التقارير المصورة والحوارات المباشرة، مما يبرز رغبة حقيقية في الانخراط بالنقاش حول القضايا الوطنية. كما أوضحت النتائج أن البرامج التي تركز على القضايا السياسية والاجتماعية تحظى بجاذبية أكبر من تلك التي تركز على المحتوى الترفيهي، مع وجود اهتمام متزايد بالموضوعات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، كما أظهرت الدراسة أن البرامج التفاعلية تساهم في تنمية الوعي السياسي لدى الجمهور العراقي بدرجات متفاوتة، حيث تلعب دورًا في تشكيل الاتجاهات السياسية وتعزيز المشاركة المجتمعية، لكنها تحتاج إلى تطوير أعمق من حيث المحتوى والموضوعية لتقليل التحيز وتحفيز المتابعة المنتظمة. كما تم رصد ارتباط بين كثافة التعرض لهذه البرامج ومستوى تقييم الجمهور لتناول القضايا السياسية، مما يشير إلى دور محدود لهذه البرامج في التأثير على آراء المشاهدين حول القضايا السياسية، رغم الثقة العامة بها كمصدر إعلامي موثوق.