في عصر يتسم بالتحولات السريعة والابتكارات المتلاحقة، يصبح قلق المستقبل المهني من القضايا التي تثير اهتمامًا واسعًا، خاصة بين الشباب الجامعيين, فالمستقبل المهني لم يعد مجرد مسألة تتعلق بالبحث عن وظيفة بعد التخرج، بل أصبح موضوعًا معقدًا يرتبط بعدد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، حيث يشهد سوق العمل تغييرات كبيرة بسبب الإصلاحات الاقتصادية والتطورات التكنولوجية مما يساعد على ازدياد القلق بين الشباب الجامعيين حيال مستقبلهم المهني, كما أن العوامل الاجتماعية تلعب دورًا بارزًا في هذا القلق فقد يتأثر الشباب بالضغوط الاجتماعية التي تدفعهم نحو تحقيق نجاحات ملموسة في فترة قصيرة، مما يؤدي إلى زيادة مشاعر القلق والإجهاد, ويتجلى هذا القلق في عدة مظاهر منها الخوف من عدم العثور على وظائف ملائمة، وصعوبة تحديد المسارات المهنية المستقبلية، والضغوط المرتبطة بالتوقعات الأسرية والمجتمعية.
وقد استهدفت الدراسة تحديد مظاهر قلق المستقبل المهني المتعلق بالشباب الجامعي الكويتي, واعتمدت الدراسة على الدراسة الوصفية وتم استخدام منهج المسح الاجتماعي الشامل للشباب الجامعي المشارك في الجمعيات الطلابية عدد (180) مفردة, وتوصلت الدراسة الي ارتفاع مظاهر قلق المستقبل المهني لدى الشباب الجامعي الكويتي في البُعد النفسي والبُعد الاجتماعي, والبُعد التعليمي, والبُعد الاقتصادي