شهدت المجتمعات طفرة تكنولوجية متسارعة انعكست على مختلف جوانب الحياة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أحد الأدوات الرئيسة التي تُسهم في تطوير الأداء ورفع كفاءة الأجهزة المجتمعية والتي من بينها الجمعيات الأهلية، حيث إن تبني الجمعيات الأهلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها لها بشكل مسؤول وأخلاقي يعمل على تحقيق أهدافها التنموية خاصة في مجال التنمية المهنية المستدامة، فالتنمية المهنية المستدامة بالجمعيات الأهلية تتمحور حول تحسين كفاءة العاملين والمتطوعين بها؛ لذا هدفت الدراسة إلى: تحديد مستوى اتجاهات الجمعيات الأهلية نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (الشعور بأهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، الاهتمام بتنمية المعارف المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، الاهتمام بتنمية السلوكيات المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي)، وتحديد مستوى تحقيق التنمية المهنية المستدامة بالجمعيات الأهلية؛ لتحديد طبيعة العلاقة الارتباطية بينهما، ومن ثم التوصل إلى آليات إجرائية مقترحة من منظور طريقة تنظيم المجتمع لتحقيق التنمية المهنية المستدامة في الجمعيات الأهلية، وقد انتمت الدراسة الحالية إلى نمط الدراسات الوصفية، كما استندت إلى استخدام المنهج الوصفي بطريقة المسح الاجتماعي الشامل لأعضاء مجالس الإدارات والعاملين في الجمعيات الأهلية، وقد توصلت الدراسة إلى: وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين اتجاهات الجمعيات الأهلية نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحقيق التنمية المهنية المستدامة، وأوصت الدراسة بإنشاء منصة تدريب إلكترونية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تتيح للعاملين والمتطوعين في مجال العمل الأهلي المعارف والمساقات التدريبية المتنوعة.