يتناول هذا البحث البنية الإيقاعية في الأغنية الشعبية الفلسطينية، ودورها في تشكيل الوعي الوطني الفلسطيني من خلال دراسة الإيقاع الداخلي والإيقاع الخارجي للأغنية. تم تقسيم البحث إلى محورين رئيسيين: الأول يعالج الإيقاع الداخلي، والذي يتجلى في التكرار الصوتي، واللفظي، والعباراتي، والأسلوبي (الأمر، النهي، النداء، الاستفهام)، إضافةً إلى عناصر موسيقية أخرى مثل التصريع والجناس. أما المحور الثاني فيناقش الإيقاع الخارجي، متمثلاً في الوزن العروضي والقافية، حيث يتضح كيف انعكست الحالة النضالية الفلسطينية على الأوزان الشعرية المستخدمة في الأغاني الشعبية، وخاصة اعتمادها على شعر التفعيلة والبحور السهلة مثل الرجز والكامل. كما يُبرز البحث كيف أن القافية، سواء المطلقة أو المقيدة، لم تكن مجرد عنصر موسيقي، بل كانت أداة تعبيرية تحمل دلالات نفسية واجتماعية وسياسية تعكس عمق ارتباط الأغنية الشعبية بالقضية الفلسطينية.
ويوضح البحث كيف أسهمت الموسيقى الداخلية والخارجية للأغنية في تعزيز الروح الجماعية الفلسطينية، وربطت الأجيال المتعاقبة بالهوية النضالية من خلال اللحن والكلمة. كما يُظهِر البحث العلاقة الوثيقة بين تطور الأغنية الفلسطينية والأحداث السياسية التي مرت بها القضية الفلسطينية. وأخيرًا، يبرز البحث الدور الفاعل للأغنية الشعبية في التعبئة الوطنية، وتجسيدها للألم والأمل الفلسطيني في آنٍ واحد.