أشار جان بول سارتر ذات مرة في أحد مؤلفاته إلى أن "كل شخص أو شيء لديه مسار منذ الولادة وحتى الموت، لكن ليس لدى هؤلاء الأشخاص أو الأشياء الحرية في اختيار هذا المسار أو رفضه" (سارتر، 1940). ومع ذلك، كان لغو تشينغ وجهة نظر أخرى، فلقد أنهى حياته وحياة زوجته في الثامن من أكتوبر 1993، ورُبما اختار هذا المصير لفشله في تحقيق عالمه الشاعري المثالي على أرض الواقع واصطدامه بالمجتمع والمادية التي أصابته تماما. غو تشينغ شاعر حالم صاحب أشعار عذبة، تمزج أشعاره بين براءة الأطفال والغموض الخصب، لديه بيت شعري فُسر لأربع معانٍ مختلفة: "أعطاني الليل عيونًا سوداء، ولكنَّي أبحث بهما عن الضوء" (Yuan، 2011). غو تشينغ رائد الشعر الضبابي، تربي في أحضان الفلسفة الصينية التقليدية، واطَّلع على الفلسفة الغربية؛ مما كان له أبلغ الأثر في تشكيل نظريته الفلسفية الخاصة به، تلك الفلسفة التي ميزَّت شعره عن الآخرين، دمجت قصائده جوانب متعددة، فعرضت جوانب نفسية ولمحات اجتماعية ومشاعر عاطفية في القصيدة الواحدة. ارتكز البحث على أربعة محاور رئيسية: الفلسفة وعلاقتها بالشعر طبيعة شخصية غو تشينغ، وتأثره بالفلسفة الصينية التقليدية والفسفة الغربية خصائص شعر الغموض، وكيف وظَّف غو تشينغ شعر الغموض بقصائده نتائج البحث والتوصيات البعد المكاني: قرية هودا بالمنفى، جزيرة مفقرة بنيوزيلاندا .......البعد الزماني: العصر الحديث