يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على كيفية توظيف التقنيات السينمائية في قصيدة "لا تنتظر أحدًا فلن يأتي أحد " لفاروق جويدة، وكيفية إسهامها في بناء المعنى وتأثيرها على القارئ، واستكشاف العلاقة بين الشعر والسنيما، وكيف استطاع فاروق جويدة من خلال قصيدته أن يخلق لوحات شعرية حية تتجسد أمام القارئ كمشاهد سينمائية، والتي اعتمدت بشكل كبير على التقنيات السنيمائية لتعزيز تجربة القاريء وتعميق الانطباع الذي تتركه.
والجديد هنا هو استخدام فاروق جويدة للتقنيات السينمائية في قصيدته، والذي يعتبر ابتكارًا أدبيًا، حيث تمكَّن من دمج لغة الشعر مع لغة السنيما، مما أدى إلى خلق عمل فني متكامل، هذه القصيدة تعد نموذجًا رائعًا لكيفية استخدام الصورة الشعرية لخلق عوالم خيالية واقعية في نفس الوقت.
جاءت الدراسة في مقدمة ومبحثين وخاتمة، ذكرت في المقدمة أسئلة البحث ومنهج الدراسة، وأسباب اختيار الموضوع، ثم الحديث عن الشاعر ونشأته ومدى تأثر الشاعر بتلك النشأة الحزينة – الأمر الذي لم يتطرق إليه جل من كتب عن شاعرنا - والتي طبعت على أكثر كتاباته وذلك نقلا عن لقاءاته التليفزيونية والتي قمت بتوثيقها ضمن البحث، وأعماله الأدبية، والحديث حول القصيدة موضوع الدراسة: جو القصيدة، وعتبة العنوان وعلاقته بموضوع القصيدة، وجاء المبحث الأول: التعريف بالتقنيات لغة واصطلاحًا، ثم الحديث عن سينمائية القصيدة الشعرية، وجاء المبحث الثاني بتوضيح التقنيات السينمائية المستخدمة في قصيدة: لا تنتظر أحدًا، وقد انتهى البحث بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها.