يرتكز هذا البحث على قراءة وتحليل العرض المسرحي "الطوق والأسورة" باستخدام المنهج السيميوطيقي، واستخلاص الدلالات والمعاني للعلامات الأنثروبولوجية في هذا العرض. ومن ثم إلقاء الضوء على العلامات في المسرح، وتصنيفها. والتعرف على مفهوم الأنثروبولوجيا وصنوفها. وقد خلص البحث إلى أن عرض الطوق والأسورة قد امتلأ بعدد كبير من العلامات الأنثروبولوجية التي ارتبطت بالبيئة المصرية في صعيد مصر في حقبة سالفة سيطر عليها الجهل والفقر، ونسج العرض تلك العلامات في كل مفرداته وعناصره السمعية والبصرية بتنوعاتها،  وتكاملت العناصر البصرية المتمثلة في المنظر ومكملاته والأزياء والألوان مع النص الحواري الذي أمتزج بالعبارات والأمثال الشعبية، كما عبر الممثلون بأجسادهم وأصواتهم عن الحالات المختلفة باللهجة الصعيدية المتميزة، وعن المعتقدات التي تحيا في عقل الجماعة الشعبية ولكن بصيغة تهكمية تسخر من تلك الخرافات من التي سيطرت على اسلوبهم في معالجة قضاياهم ومشاكلهم الخاصة. فقد أحاط الجهل والفقر والعزلة  بشخصيات المسرحية كالطوق، الذي يمثل دائرة مغلقة لا تتيح لهم الخروج ،  وغل أيديهم كالأسورة الحديدية التي تشلهم عن الفعل. وقد وظفت الطقوس الشعبية مثل العديد والرقص بالعصا والتحطيب، وطقس المعبد في نسيج متكامل يرسم صورة ذات خصوصية لشخصيات الدرامية  داخل لوحة متحركة يشعر كل من يشاهدها أنها تأخذه في رحلة استكشافية داخل ثقافة الصعيد بكل ما فيها من أفكار ومعتقدات، وخرافات مسيطرة على عقول أفراد القرية.