استهدفت الدراسة الكشف عن العلاقات التأثيرية المتشابكة بين تصورات الشباب المصري بشأن استراتيجيات الاتصال الحكومي الرقمي، وتقييمهم لدرجة تحقق مبادئ الحكومة المفتوحة، ومستوى المواطنة الفاعلة لديهم، مستخدمة تكنيك تحليل المسار، ومستندة لبيانات مسح ميداني شمل (455) مفردة من الشباب المصري المتابع لحسابات الحكومة المصرية على منصات التواصل الاجتماعي. كشفت نتائج الدراسة عن وجود تأثير إيجابي قوي لكثافة استخدام الحسابات الحكومية عبر الشبكات الاجتماعية، وطبيعة المنصات الحكومية التي يتابعها المبحوث، وموقع المبحوث على الإطار المرحلي لاستخدام الشبكات الاجتماعية الحكومية على تصورات المبحوثين بشأن استراتيجيات الاتصال الحكومي الرقمي، فكلما زاد تفاعل الشباب مع المحتوى الحكومي، خاصةً في مرحلة "المعاملات"، والتي تعكس المشاركة في صياغة السياسات وتقديم الخدمات، زادت قدرتهم على تمييز "التجسير" عن "العزل"، كما أظهرت النتائج أن متابعة الحسابات الخدمية تُعزز إدراك "التجسير"، بينما تُعزز متابعة الحسابات السيادية إدراك "العزل". وأكدت النتائج الدور المحوري لاستراتيجية "التجسير"، المرتكزة إلى بناء علاقات قوية مع المواطنين ودمجهم في عمليات صنع القرار، في تعزيز إدراك المبحوثين لدرجة تحقق مبادئ الحكومة المفتوحة، وتحفيز جميع أبعاد المواطنة الفاعلة. في المقابل، كان لاستراتيجية العزل، التي ترتكز إلى إدارة الصورة وتبرير القرارات، تأثير سلبي على كليهما. قدمت الدراسة رؤى قيمة لصانعي السياسات في مصر ومسؤولي الاتصال الحكومي حول كيفية تطوير استراتيجيات الاتصال الحكومي الرقمي على نحو يحقق مبادئ الحكومة المفتوحة ويعزز مستوى المواطنة الفاعلة لدى الشباب المصري.