ومن خلال خبرة الباحثة العلمية والتطبيقية فى الإشراف على طالبات التربية العلمية بالمدارس الإبتدائية بمدينة الزقازيق لاحظت أثناء دروس التربية الرياضية، وخلال الأنشطة الرياضية الداخلية، ووقت الراحة بين الفترتين (الفسحة) زيادة حالات السلوك التنمرى المختلفة بين التلاميذ من التنمر اللفظى، والتنمر الجسمى، والتنمر النفسي والإجتماعى، وقد تكون هذا الأفعال السلبية بكلمات التوبيخ ، الشتائم والتلفظ بألفاظ سيئة للشخص الآخر أو مناداته بأسماء مهينة لا يحبها الشخص الآخر بغرض السخرية منه ، وتهديده أو التنمر الجسدي عن طريق الاحتكاك البدنى، وقد يرجع ذلك نتيجة الطاقات الكبيرة المعطلة لدى هؤلاء التلاميذ، وبذلك يمثلون خطراً كبيراً على المجتمع حيث أنهم يقضون معظم أوقاتهم داخل الفصول الدراسية فى خمول تام دون القيام بأى مجهود بدنى، وهذا ما يدفعهم إلى التفكير فى ممارسة كافة أنواع حالات التنمر المدرسى.
وقد تأكدت الباحثة من هذه الملاحظة بعد إجراء دراسة إستطلاعية أولى للتعرف على حدة السلوك التنمرى لدى مجتمع البحث وقوامه (230) تلميذاً بالصف السادس الإبتدائي بمدرسة الناصرية الإبتدائية بمدينة الزقازيق تبين من نتائجها أن مستوى حدة السلوك التنمرى بلغت نسبته المئوية قدرها (12.17%).
وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات العلمية (2)(3)(4)(5) (8)(12)(13)(16) (17) إلا أن هناك ندرة في الدراسات التجريبية التي تناولت حالات التنمر المدرسى في المرحلة الإبتدائية بشكل خاص، وبالتبعية لم تقدم برامج تدخلية مُعدة خصيصًا لأطفال هذه المرحلة لخفض حدة السلوك التنمرى لديهم، وذلك على الرغم من أهمية دراستها بكل جوانبها، وموضوعاتها، وأهمية تناولها بالتدخل.
ومما تقدم رأت الباحثة القيام بإجراء هذا البحث للتعرف على تأثير برنامج قائم على أنشطة اللعب فى خفض حدة السلوك التنمرى لدى تلاميذ المرحلة الإبتدائية بمدينة الزقازيق.