يقول الله عزوجل ﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥﱠ ( ) " وَالوَسَطُ: العَدْلُ إن الاعتدال والتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط هو أحد معاني الوسطية المثبتة لهذه الأمة في قوله تبارك وتعالى: ﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠ ( )، لا ينافي المعاني الأخرى الثابتة في معنى الوسطية. وإن المتأمل في دين هذه الأمة واعتقادها، وعبادتها ومعاملاتها، ومواقفها بعامة؛ ليدرك أن الاعتدال والتوازن والتوسط أحد الخصائص الهامة التي تميزت بها هذه الأمة. فهي وسط بين الأمم، آخذة بزمام الاعتدال والتوازن، بعيدة عن طرفي الإفراط والغلو، والتفريط والتقصير والجفاء إذ كلاهما مذموم غير محمود، وغاية البعد عنهما هو التوسط بينهما؛ إذ هو نقطة التوازن والاعتدال هذا ما أردت أن ألقي عليه الضوء ببيان وسطية  طعام المصطفى ﷺ، فعلينا أن نستن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم بأن نكون في توازن ووسطية في مطعمنا ومشربنا وأن يتأتى العدل في نفوسنا لا أن نكون من أهل الشراهة في المطعم والمشرب؛ لأن الشره والإسراف في المطعم والمشرب لا يتأتى منه إلا الضرر في  مجمل صحتنا ولا يكون التبذير سلوك  لنا ولا التقتير منهج  ننتهجه، فعلى المؤمن أن يكون متوازنًا "وسطًا " في مطعمه ومشربه لا يتأنق ويرد، وأن يتمتع بها بدون إسراف أو تقتير، فالأكل في مقام العدل يصح البدن ويقي المرض، وذلك بأن يتناول الطعام حتى يشتهيه، ثم يرفع يده وهو يشتهيه، وعلي الانسان ألا يداوم علي التقلل من الطعام؛ بل من السنة التوسط والتوازن في المطعم وأن يكون شاكرًا" مداومًا علي شكر الله تعالى قال الله تعالى  :" وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا"   تجلى في الآية موازنة ووسطية عجيبة فسبحانه وتعالي يَنْهَى عَنِ الْبُخْلِ وأيضًا ينهى عَنِ التَّبْذِيرِ، ويحث أمته على الوسطية فعبر عن النهي عن البخل بقوله  لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ والنهي عن التبذير بقوله وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ  ثم بين سلبيات  التبذير والبخل بقوله فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً.