Subjects
-Tags
-Abstract
إنّ الاهتمام بأدب الطفولة بوصفه وسيلة مهمة في تربية النشء لا ينبع من فراغ، فلا ينكر أحد ما للأدب الجيد من قدرة فذة على غزو النفوس، واستلاب العقول، وتشكيل الوجدان، وعقل الطفل ووجدانه في هذه المرحلة جوهرة نفيسة خالية من كل نقش أو صورة، فهو قابل للنقش، ومهيأ للتعلم، فإن عُوّد الخير وعُلّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه كلّ معلّم له ومؤدب، وإن عُوّد الشرّ وأُهمل، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة كل متكفل بتربيته. ومن هنا ندرك خطورة المسئوليّة الملقاة على كاهل الأدباء بوصفهم أحد المربّين للأطفال، وتتجلى كذلك أهميّة الأدب المقدّم للأطفال؛ فيجب أن يتضمن أهدافا وخصائص فنية، تحقق الأثر المبتغى من تلبية احتياجات الأطفال النفسية والعقلية، وتربية أذواقهم وإرهاف إحساساتهم؛ ليتمكنوا من التكيف مع الحياة ومتغيراتها بإيجابية ووعي، في ظل عقيدة سليمة ووازع دينيّ قويّ، وأفق رحب، وعقل مستنير.
ولكي يؤتي أدب الأطفال ثماره المرجوّة لابد أن يستقي مادته أو مضمونه من أسسٍ قويمةٍ ومنهجٍ سليمٍ في التربية، ولابد كذلك من صياغة هذا المضمون في شكل فنيّ تجمعت فيه كلّ مقومات الأدب الجيد الرصين ـ فليس أدب الأطفال عملًا تربويًّا فحسب، ولكنه عمل فنيّ كذلك، ولابد أيضا أن تكون الوسائط التي تقدم هذا الأدب للأطفال تراعي تحقيق الغايات المنشودة؛ ليتحقق من مجموع هذا كله الإمتاع والانتفاع، وبذلك نكون قد قدمنا تصورًا لأدب قادر على الجذب والتأثير والتحصين، نابع من ذات قادرة على البناء، ومؤمنة بقيم حضارية وإنسانية تنبثق من رؤية الأديب لهذا الإبداع، الذي ينحو نحو التحضر والبناء، فضلا عن التربية وتمكين الوعي والانتماء والفكر، بوصفها مقومات حضارية تسهم في صناعة المجتمعات السوية الراقية في عالم اليوم .
DOI
10.21608/mkba.2025.415734
Keywords
كلمات : أدب, طفولة, حضاري, إسلامي, إبداع, تربوي
Authors
MiddleName
-Affiliation
قسم الأدب والنقد، کلية البنات الإسلامية، جامعة الأزهر فرع أسيوط، مصر.
Email
kamalsaad.78@azhar.edu.eg
City
-Orcid
-Link
https://mkba.journals.ekb.eg/article_415734.html
Detail API
http://journals.ekb.eg?_action=service&article_code=415734
Publication Title
مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط
Publication Link
https://mkba.journals.ekb.eg/
MainTitle
الطفولة و الأدب إبداع حضاري عبر رؤية إسلامية .