تكمن أهمية هذا البحث الموسوم بـ: (دور السنة النبوية في بناء الحضارة الإنسانية) في بيان قوة العلاقة بين السنة النبوية والحضارة الإنسانية، وأنه لا تعارض بينهما، بل إن السنة النبوية داعمة لها وداعية إليها، مانعة عن التخلف والانتكاس والرجعية، فيهدف البحث إلى إبراز دور السنة النبوية في حضارة الأفراد والجماعات، وعرض الأحاديث النبوية التي تحث على التقدم والحضارة وتنهى عن التكاسل والرجعية، وبيان عدالة السنة النبوية وإنصافها فلم تفرق بين المرأة والرجل في دعوتها إلى الحضارة والتقدم، وإيضاح شمولية السنة النبوية وتكاملها فقد بدأت بالفرد وإعداده لبناء مجتمعات متحضرة في جميع جوانب الحياة لوعيها أنه اللبنة الأساسية والبذرة الأولى.
     وقد اتبعت في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي، وقسمته إلى مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، الأول: دور السنة النبوية في إعداد الفرد المسلم ليكن حضاريًّا متطورًا، والثاني: دور السنة النبوية في بناء مجتمع حضاري متطور، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها: إن التشريع الإسلامي تشريع حضاري يهتم بتنوير العقول وإعمالها ويحث على إحداث الجديد النافع المفيد، وأنه كامل وشامل مواكب للعالمية في مختلف الأمكنة وعلى مرور الأزمنة، ولا تنافي بين أن يجمع المسلم بين عمارة دنياه وعمارة آخرته، وأن ترك العمل بالسنة النبوية ومخالفتها خسارة عظيمة وفوات كبير لكل أمر يتعلق بالدنيا والآخرة.