انطلق البحث من هدف رئيس وهو محاولة التعرف على الأبعاد الاجتماعية والثقافية لممارسات الطب  الشعبي الديني في الريف المصري، من خلال رصد الأسباب التي تدفع القرويين إلى اللجوء لهذه الممارسات، مع التعرف على أنواعها ومصادر معرفة القرويين لهذه الممارسات، مع محاولة الكشف عن آلية العلاج التي يتبعها المعالجين في الديانتين الإسلامية والمسيحية، وأخيرًا محاولة رصد مدى تكامل الطب الشعبي الديني مع الطب الحديث، وقد اعتمدت الباحثة على الأسلوب الوصفي التحليلي من خلال اعتمدها على طريقة دراسة الحالة وطريقة المقارنة وطريقة المقابلة المتعمقة، واعتمدت أيضًا على مقولات نظريتي التفاعلية الرمزية والانتشار الثقافي، أما بالنسبة للعينة فقد اعتمد البحث على المعاينة العمدية في العينتين؛ العينة الأولى شملت المترددين على هذه الممارسات بشرط ألا يقل معدل ترددهم على هؤلاء المعالجين عن خمس مرات، وقد كان قوامها (20) حالة، والعينة الثانية شملت المعالجين بمجتمع البحث في الديانتين الإسلامية والمسيحية وقد كان قوامها (10) حالات.             وقد أسفر البحث عن عدة نتائج كان أهمها إيمان القرويين بدور الطب الشعبي الديني في علاج العديد من الأمراض وهذا يرجع لعدة عوامل طبية واجتماعية ودينية وثقافية، بالإضافة إلى تعددت مصادر معرفتهم لهذه الممارسات وكان أهمها التجمعات العائلية، والأصدقاء، والتجمعات في الأسواق، والتجمعات في المناسبات، كما أكد البحث على أن هناك آلية للعلاج عند هؤلاء المعالجين وقد قامت الباحثة بعقد مقارنة بينهم، وقد شملت هذه المقارنة( مصدر اكتساب الخبرة وسنواتها، مكان الجلسة وأجرها المادي، وطريقتها، مع إبراز مدى تجاوب المرضى مع هؤلاء المعالجين، والكشف عن أهم الأمراض التي يعالجونها، وأخيرًا الكشف عن أهم المعوقات التي تواجههم مع الوقوف على أهم مقترحاتهم لتفعيل هذه الممارسات على أكمل وجه)، كما أكد البحث أيضًا على أن هناك تكامل بين الطب الشعبي الديني وبين الطب الحديث لأن لكل واحدًا منهم دورًا مكملًا للآخر.