في ضوء التحديات المتلاحقة، وانطلاقًا من علم النفس الإيجابي، وبرامج إعداد المعلم وضمان جودة التعليم والاعتماد ودورها في تربية المعلم والمتعلم نفسيًا وتربويًا ومهنيًا للتعايش الإيجابي في عالم متغير، وبناءً على رسالة كليات التربية التي تنادي بالنهوض بالمعلم والتمتع بالكفاءات المهنية اللازمة لضمان قدرته على التعامل مع عالم متعدد الثقافات يتغير بشكل متسارع، يأتي هذا البحث ضمن سلسلة البحوث التي أجريت كمحفز وقائد للتغيير من أجل النهوض بأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم؛ كونهم معلمين ومؤهلين لتخريج أجيال من المتعلمين لسد احتياجات سوق العمل المستقبلية، وتحقيق احتياجات أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم المهنية من منظور علم النفس الإيجابي، خاصة في ظل الثورة الصناعية الخامسة والتنمية المهنية المستدامة، وتحقيق رؤية 2030 لمواكبة التغيرات المتلاحقة المستمرة لعالم متغير يومًا بعد يوم؛ لذا كانت الفكرة من إجراء هذا البحث لترسيخ الكفاءات المهنية وتحفيز أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم على البحث وتطوير المهارات ومواجهة التحديات واتخاذ القرارات والتفاعل الإيجابي مع متطلبات المهنة من جانب، ومع مواكبة مستجدات العالم الواقعي من جانب آخر، والذي استهدف بداية التحقق من العلاقة بين كل من الصمود النفسي والحيوية الذاتية والكفاءة المهنية، بالإضافة إلى الكشف عن الفروق في جميع هذه المتغيرات (الأبعاد والدرجة الكلية) وفقًا لمتغيري الدرجة العلمية (أستاذ - أستاذ مساعد - مدرس - مدرس مساعد - معيد)، والتخصص (تربوي - نفسي - نوعي)، والتعرف على أثر التفاعل في جميع متغيرات البحث سالفة الذكر وفقًا للدرجة العلمية والتخصص، ومدى إمكانية التنبؤ بالكفاءة المهنية من خلال معلومية الصمود النفسي والحيوية الذاتية، وذلك لدى مجموعة من المشاركين من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بكلية التربية بنين جامعة الازهر بالقاهرة بلغ عددهم (265)، عضوًا، ولتحقيق أهداف البحث، فقد تم التركيز على المنهج الوصفي لملاءمته لطبيعة البحث، وتمثلت الأدوات في مقياس الصمود النفسي، ومقياس الحيوية الذاتية، ومقياس الكفاءة المهنية، وجميعهم من إعداد الباحث. وبعد تحليل البيانات بالأساليب الإحصائية المنسابة، أسفرت النتائج في عمومها عن أن تحقيق البناء النفسي والنمو المهني لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم من منظور إيجابي، له بالغ الأثر في التمتع بالكفاءات المهنية اللازمة لبناء الشخصية المثالية، خاصة في ضوء معايير الجودة، وسد احتياجات العملية التعليمية وتحقيق مخرجاتها، والارتقاء بجودة المؤسسة التربوية على وجه الخصوص، وبمستوى الجامعة على وجه العموم؛ حيث اتضح وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيًا بين كل من الصمود النفسي والحيوية الذاتية والكفاءة المهنية، بالإضافة إلى وجود فروق دالة إحصائيًا في جميع متغيرات البحث (الأبعاد والدرجة الكلية) تعزى لمتغير (الدرجة العلمية) في اتجاه الأساتذة، في حين لم تظهر النتائج أي فروق دالة إحصائيًا في جميع متغيرات البحث (الأبعاد والدرجة الكلية) تعزى لمتغير (التخصص)، كما لا يوجد أثر للتفاعل بين جميع متغيرات البحث وفقًا لمتغيري (الدرجة العلمية والتخصص)، فضلًا عن إمكانية التنبؤ بالكفاءة المهنية بمعلومية الصمود النفسي والحيوية الذاتية لدى أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وقد تم مناقشة النتائج التي توصل إليها البحث الحالي منتهيًا بعرض مجموعة من التوصيات والمقترحات لدراسات وبحوث مستقبلية.