الحمد الله الذي أوضح لعباده منهج التربية القويمة في شرعه، وسـنة نبيـه (r) الذي أرسله رحمة للإنسانية، معلما ومربيا للعالمين، وعلى آله وأصحابه الأخيار الطيبين، وبعد: فالحب كأسلوب من أساليب التربية له دورٌ بارز في التربية، وله أهميته ووسائله التربوية وله وثماره على المُربِّي والمربَّى، ولذلك فقد أكد المنهج الإسلامي متمثًلا في مصدريه- القرآن والسنة- أهمية هذا الأسلوب في التربية، لإخراج أجيال نافعة لنفسها وأمتها، فالقرآن الكريم أشار إلى هذا الأسلوب في العديد من الآيات، منها ما يؤكد إخبار الله- عز وجل- بحبه لأصناف من الناس ذَكَرَهُم بأفعالهم وسماتهم، بقصد تعزيز السلوك الإيجابي الصادر عنهم. ومع التغيرات المجتمعية، والمتغيرات العالمية المعاصرة تزداد الحاجة إلى معرفة الأسـاليب التربويـة الأكثر تأثيرًا في الناشئة، تلك الأساليب التي تلامس العواطف انتماءً وولاءً وإشفاقًا وحنـوًا مـن جهة، وحزمًا وترغيبًا وتوجيهًا وخوفًا من جهة أخرى، حتى يتحقق التوازن المنشود في بناء الفـرد، وبالتالي تكوين المجتمع القادر على التكيف مع المتغيرات ومواجهة التحديات المعاصرة.  وقد استهدف البحث الحالي التعرف على معالم التربية بالحب في القصص القرآني كمدخل لبناء الأسرة في عالم متغير، واستخدم البحث المنهج الأصولي، وتضمن البحث أربعة محاور رئيسة، وهي: الأول: فلسفة التربية بالحب في ضوء القصص القرآني. الثاني: معالم التربية بالحب في القصص القرآني. الثالث: دور الأسرة في تفعيل أسلوب التربية بالحب كمدخل لبيناء أفرادها بناء إسلاميًا صحيحًا في ضوء القصص القرآني. الرابع: بعض التطبيقات التربوية لأسلوب التربية بالحب، وكيف يمكن الاستفادة منه في الواقع المعاصر. وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج منها: أن معالم التربية بالحب في ضوء القصص القرآني تناولت أهدافه ومبادئه وأشكاله، وأن لأسلوب التربية بالحب عدة أشكال، منها: النصح والإرشاد، وإظهار المشاعر والعواطف الإنـسانية للأبناء، وأن القصص القرآني مدرسة أخلاقية وعقدية في مجال بناء منظومة القيم الخاصة الأسرة، وأنه لا يمكن فصل الحب عن التربية، فالتربية هي مزيج من الحب والتوجيه، وهما كجناحي طائر في العملية التربوية.