قدمت الدراسة رؤية جديدة لشعر الغزل العبري المتأثر بالعربي، والذي يُعَد نسيجا من الصور البديعية التي ينسجها الشاعر العربي؛ بُغْيَة هدفين: الأول لاستقطاب المرأة، والثاني لإظهار المقدرة الأدبية في التعبير، ومع هذا فإن الحالة الدينية قد تُمَثِّل دورا رئيسا في شعر الغزل، فيتأرجح بعضه بين العفيف وغير العفيف. ونظرا لما تُمَثِّله البيئة الحضرية أو البدوية إلى جانب حياة الترف من فارق في مضامين هذا الشعر الغزلي، فقد أوضحت الدراسة جانبا من شعر الغزل العبري في الأندلس، وبشكل خاص في العصر الوسيط، حيث شاع استعمال اليهود "شعر الحب"، "شعر العشق"، "شعر اشتهاء المرأة" كمحاكاة لشعر الغزل العربي، والذي أظهرته الدراسة من خلال الغزل الحقيقي عند العرب، سواء أكان هذا الغزل في امرأة حقيقية أم غير حقيقية.
ومن خلال الدراسة ظهر الغزل الحقيقي عند ابن جبيرول، المشتمل على وصف لمحاسن المحبوبة، وشكواه مما يعانيه في حبها، َفتبَيَّنَ من خلالها ماهية غزل ابن جبيرول، والذي تضمن النوعين: أحدهما حقيقي مشابها للغزل العربي -والآخر تغزل في "دمية" صنعها بطريقة غريبة شاعت في العصر الوسيط، فكان شعره تغزلا في تلك "الدمية"، ووصفا لمعايشتها وتصويرا لحواره معها، بشكل وهمي، فظهر جليا من خلال الدراسة حب ابن جبيرول للدمية الخفية في حياته؛ عندما نظم قصيدة " עֲזָבַתְנִי וְעָלְתָה לַשְּׁחָקִים - تركتني وتعالت إلى السماء".
وكان موفقا عند ذكره لصورة المحبوب سواء بصيغة المؤنث أم المذكر، واستعماله الصور الشعرية العربية الدالة على وَلَهْ الشاعر بالمحبوبة ومعاناته في حبها، إضافة إلى ذكره لصور من سفر "نشيد الإنشاد"، مع استعماله اسماء ثلاث شخصيات نسائية وردت في التناخ، هن: أبيجايل، تمارا، إيزابيل