استهدف البحث فحص واستكشاف الدور الوسيط لاستقلال أعضاء هيئة التدريس وظيفيًا على العلاقة بين القيادة الشمولية وممارسة سلوك العمل الاستباقي داخل الجامعات الحكومية المصرية، ولتحقيق هذا الهدف تم اختبار العلاقات المباشرة بين متغيرات البحث الثلاثة بدايًة، وذلك تمهيدًا لقياس التأثير غير المباشر للقيادة الشمولية على سلوك العمل الاستباقي عبر توسط الاستقلال الوظيفي. حيث تم أجراء البحث على عينة مكونة من (327) مفردة من أعضاء هيئة التدريس العاملين في الجامعات الحكومية المصرية، وقد تم استخدام أسلوب الاستقصاء كوسيلة لجمع البيانات الميدانية، ومن ثم تم تحليل تلك البيانات في إطار نموذج هيكلي باستخدام برنامج (SmartPls.4) وهو أحد أدوات نمذجة المعادلات الهيكلية التي تعتمد على أسلوب المربعات الصغرى الجزئية PLS-SEM وقد توصل البحث إلى وجود تأثير إيجابي معنوي للقيادة الشمولية على الاستقلال الوظيفي، حيث يساهم انفتاح القائد على مناقشة مرؤوسيه وسهولة وصولهم إليه في زيادة شعورهم بالاستقلال الوظيفي، كما تبين وجود تأثير إيجابي معنوي للاستقلال الوظيفي على سلوك العمل الاستباقي، فقدرة عضو هيئة التدريس على تولي المسؤولية ونجاحه في حل المشكلات المرتبطة بالعمل وطرحة للأفكار الجديدة والمبتكرة يعتمد بشكل كبير على درجة استقلاله وظيفيًا، وعلى جانب أخر تبين عدم معنوية تأثير القيادة الشمولية على سلوك العمل الاستباقي لدى أعضاء هيئة التدريس، وهو ما يفسر أخر نتائج هذا البحث التي اشارت إلى توسط الاستقلال الوظيفي بشكل كامل العلاقة بين القيادة الشمولية وسلوك العمل الاستباقي. ولذلك يجب على مسؤولي الإدارة العليا بالجامعات الحكومية المصرية إدراك أهمية احتواء وشمول عضو هيئة التدريس وتضمينه وظيفيًا ومنحة الاستقلال الوظيفي النسبي بما يمكنه من ممارسة سلوك العمل الاستباقي بالشكل الذي يساهم في تطوير العملية التعليمية وخدمة المجتمع والبحث العلمي.