تتسم العلاقة بين الحوكمة والسلام والأمن والفساد

بالتداخل الشديد، فلفترة طويلة انشغل الباحثون

وصانعو السياسات بالبحث فى طبيعتها، وقد اتفق

الجميع على أن هذه العناصر تتداخل وتشتبك بشكلٍ

إمّا يعزز النتائج الإيجابية أو يغذى الممارسات السلبية. ومع

ذلك، وعلى الرغم من الارتباط العام بين هذه العناصر،

كشف تقرير الحوكمة فى إفريقيا لعام ٢٠١٩ عن أدلة تُظهر

أن التفاعل بين الحوكمة والفساد والسلام والأمن ليس دائمًا

علاقة سببية مباشرة يسهل التنبؤ بها، وذلك بسبب الاختلاف

فى السياقات والديناميكيات الوضعية. ومع ذلك، توجد فى

إفريقيا أمثلة عديدة توضح كيف يمكن لسوء الإدارة وانتشار

الفساد أن يساهما فى استمرار النزاعات وعدم الاستقرار.

فالبلدان التى تتمتع بأطر حوكمة أقوى ومستويات فساد

منخفضة تنعم باستقرار وسلام وأمن أكثر. ومن هنا كان من

الضرورى كسر الحلقة بين هذه العوامل مما يتطلب جهدًا

منسقاً لتحسين الحوكمة، وتعزيز المؤسسية، والحد من

الفساد، ومعالجة الأسباب الجذرية التى تواجه الاستقرار الأمنى.