هدف البحث الحالى بصورة أساسية إلى التعرف على دور الوعى الإستراتيجى من خلال بُعديه (الوعى الداخلى، والوعى الخارجى) فى تحقيق النجاح الإستراتيجى من خلال أبعاده الثلاثة (البقاء، والتكيُف، والنمو)، وذلك بتحديد علاقات الارتباط والتأثير المباشرة وغير المباشرة بين الوعى الإستراتيجى والنجاح الإستراتيجى، وتحديد بُعد أو أبعاد الوعى الإستراتيجى ذات التأثير المرتفع فى تحقيق النجاح الإستراتيجى، والبُعد أو الأبعاد الأخرى ذات التأثير المنخفض. ولتحقيق أهداف البحث تم استخدام المنهج الوصفى التحليلى، واختيار الاستبانة لجمع البيانات، واشتملت الاستبانة على محورين يغطيان متغيرى البحث، وتكونت من (49) مُفردة، منها (31) مُفردة تتعلق بالمحور الأول، (18) مُفردة تتعلق بالمحور الثانى. وبعد التأكد من صدقها وثباتها تم تطبيقها إلكترونياً على عينة عشوائية من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الزقازيق بلغ عددهم (84) عضواً. وبعد إجراء المعالجة الإحصائية المناسبة للبحث تم التوصل إلى مجموعة من النتائج، أهمها: ارتفاع مستوى الوعى الإستراتيجى لدى أفراد العينة ككل، وأن الوعى الداخلى لدى أفراد العينة ككل جاء فى ترتيب مُتقدم على الوعى الخارجى. كما جاءت الأهمية النسبية للنجاح الإستراتيجى متوسطة، وكذلك الأمر بالنسبة لأبعاده الثلاثة. وبالنسبة لعلاقات الارتباط توصل البحث إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين (الوعى الداخلى، والوعى الخارجى) كأبعاد للوعى الإستراتيجى والدرجة الكلية للوعى الإستراتيجى، وبين (البقاء، والتكيف، والنمو) كأبعاد للنجاح الإستراتيجى والدرجة الكلية للنجاح. أما فيما يتعلق بعلاقات التأثير فقد كان لأبعاد الوعى الإستراتيجى مجتمعة تأثير مباشر وكلى موجب دال إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) فى النجاح الإستراتيجى بكلية التربية جامعة الزقازيق، ومن المتوقع أن تصبح قدرة الوعى الإستراتيجى فى تحقيق النجاح كبيرة. كما توصل البحث إلى وجود تأثير مباشر دال إحصائياً لكل بُعد من أبعاد الوعى الإستراتيجى فى أبعاد النجاح الإستراتيجى، فيما عدا تأثير الوعى الخارجى على بُعد النمو فقد كان غائباً. وكانت أفضل التأثيرات لبُعد الوعى الداخلى، وبالمقابل كان الوعى الخارجى أقل تأثيراً. كما كانت أقوى علاقات التأثير بين أبعاد الوعى الإستراتيجى مجتمعة وأبعاد النجاح الإستراتيجى لبُعد البقاء، وأقل علاقة كانت لبُعد النمو.