تعد قضية الاهتمام بتربية الطفل ورعايته والاهتمام به والحفاظ على حقوقه المتعددة من أولى المتطلبات التي نادت بها المنظمات الدولية، والقوانين الوضعية الحديثة، كما نادى الإسلام بالرعاية الشاملة للطفل كأحد متطلبات التربية على حقوق الإنسان، ويعد وجود الأطفال فاقدو الرعاية الوالدية من الظواهر الاجتماعية التي تعاني منها الشعوب في جميع العصور، مما دعا إلى وجود مؤسسات الرعاية وتعدد أشكالها إلا أن وجود الطفل بين أب وأم داخل أسرة في جو أسري وصحي قد تعجز المؤسسات الإيوائية عن توفيره بالقدر المطلوب؛ مما دعا إلى ظهور ما يسمى بالأسر البديلة والتي تسعى إلى توفير بيئة أسرية لرعاية الطفل فاقد الرعاية بين أبوين في جو يساعد على النمو السليم، إلا أن هذا النظام قد يواجه العديد من التحديات والمشكلات التي تواجههم في تنشئة طفل فاقد الرعاية نظراً لعدم تهيئة الأسرة أو توفير المتطلبات اللازمة لاحتضانه، ولهذا فقد استهدف البحث الحالي الوقوف عن المتطلبات اللازمة للأسرة البديلة لتنشئة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية في ضوء متطلبات التربية على حقوق الإنسان في الإسلام، وذلك من خلال التعرف على الإطار الفلسفي للأسرة البديلة وأشكالها، وإلقاء الضوء على العوامل المؤدية لاحتضان الأسر البديلة للأطفال فاقدي الرعاية، والتعرف على أهم التحديات التي تواجه الأسر البديلة ومحاولة تقديم الحلول لمواجهتها، والإشارة إلى أهم حقوق الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية في الإسلام وفي القوانين الوضعية، واستخدم البحث المنهج الوصفي لملاءمته لموضوعه وهدفه، كما استخدم أداة المقابلة غير المقننة للحصول على المتطلبات اللازمة للأسرة البديلة حيث تعد من أنسب الأدوات لهذا الموضوع للحصول على نتائج صحيحة وواضحة، وتوصل البحث إلى جملة من النتائج النظرية والميدانية والتي أكدت جملة من المتطلبات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والمادية والعلمية والنفسية والصحية للأسرة البديلة والتي تمكنها من احتضان طفل فاقد الرعاية وتساعدها على تنشئته تنشئة سليمة في جو أسري نافع للفرد وللمجتمع.