تسعي هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الدور الذي لعبه اللؤلؤ في اقتصاد قطر، وكيف أثرت الثروة المتأتية منه في القرارات والصراعات السياسية والتغيرات الاجتماعية التي حدثت في قطر خلال مراحل تشكل إمارة قطر، حيث شكل اللؤلؤ أهم موارد السلطة في إمارات الخليج العربي، إن لم يكن المورد الوحيدة لإيراداتها. وبالتالي فقد حدد الصراع على هذا المورد شكل السلطة السياسية في المنطقة، توضح الدراسة أثر اللؤلؤ في تشكل الكيان السياسي لقطر في بداية تاريخها الحديث، وتعمل على تحليل العلاقة بين الموارد المالية ونمو مركز السلطة السياسية فيها، وكيف أن هذه الموارد شكلت عامل رئيس في تكون قطر السياسي، وليس فقط التدخل البريطاني في الصراع بين قطر والبحرين والذي انتهي بتوقيع اتفاقية عام 1868.
لقد كان اللؤلؤ هو المورد الوحيد للثروة في قطر، وكان نجاح جاسم في إنعاش صناعة وتجارة اللؤلؤ هو السبيل الوحيد لزيادة موارده المالية من أجل نجاحه في بناء إمارة مستقله في قطر، لذلك فقد لعبت إيرادات اللؤلؤ الدور الأكبر في بلورة ظهور إمارة في قطر، فقد سعي جاسم إلي إيجاد مصادر دخل متعددة من سلعه واحدة من أجل تأمين إيرادات إمارته فقد كان يحصل على الضرائب من التجار والغواصين والحرفيين، كما كان يمول عددا كبيرا من السفن للحصول على حصة كبيرة من اللؤلؤ الذي يأتي به في كل موسم للغوص، إضافة إلي امتلاكه لعدد كبير من السفن التي تعمل في الغوص لحسابه،. وبذلك فقد أصبحت عائدات اللؤلؤ هي الركيزة الأساسية في اقتصاد قطر، والأهم من ذلك أنها وفرة الموارد المالية للسلطة السياسية لدعم نفوذها على كل الأراضي القطرية وتأسيس إدارة محلية كانت النواة الأولي لبناء دولة قطر.