ظهرت وتزايدت في الآونة الأخيرة مشكلة اتجاه الفتيات نحو ثقافة الاسترجال بشكل كبير وملحوظ خاصة في البيئة الجامعية، وتظهر هذه الثقافة التي قد تصل إلى حد الشذوذ الجنسي مدفوعة بعوامل اجتماعية ونفسية وأسرية، مما يستدعي التدخل السريع لمواجهتها والحد منها لما لها من أضرار نفسية وصحية واجتماعية على الفتاة والأسرة والمجتمع، خاصة في ظل قلة المعلومات والإحصاءات وندرة الدراسات المتوفرة حول هذا الموضوع لحساسيته في البيئة العربية؛ لذا قامت الباحثة بهذا البحث بهدف الكشف عن العلاقة بين العوامل المسببة لاسترجال الفتيات والاتجاه نحو ثقافة الاسترجال، والكشف عن الفروق في العوامل المسببة للاسترجال تبعاً لخصائص الطالبات والوالدين، والكشف عن الفروق في الاتجاه نحو ثقافة الاسترجال تبعاً لخصائص الطالبات والوالدين أيضاً، وقد اعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي، وتم استيفاء بيانات هذا البحث باستخدام الاستبانة مع عينة قوامها (260) من الطالبات في الجامعات الحكومية والخاصة بمدينة جدة تم اختيارهن بطريقة عشوائية، ولتحقيق أهداف الدراسة أعدت الباحثة الأدوات الآتية: استمارة البيانات العامة للطالبات والوالدين، استبيان العوامل المسببة لاسترجال الفتيات، استبيان الاتجاه نحو ثقافة الاسترجال، وقد تم إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة لاستخلاص النتائج والتحقق من مدى صحة الفروض، وكان من أهم النتائج أن هناك علاقة ارتباطية طردية بين العوامل المسببة لاسترجال الفتيات والاتجاه نحو ثقافة الاسترجال، كما وجد أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة في العوامل المسببة للاسترجال تبعاً لمتغيرات الدراسة، ووجد أيضاً فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة في الاتجاه نحو ثقافة الاسترجال تبعاً لمتغيرات الدراسة، وقد أوصت الباحثة بإعداد برامج توعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوعية الأسرة والمجتمع بماهية ثقافة الاسترجال ابتداءً من العوامل المسببة لاسترجال الفتيات وأبعاد هذه الثقافة وتبعاتها وانتهاءً بوسائل التغلب عليها، وأوصت أيضاً بضرورة أن تولي الجامعات الاهتمام الكافي بالبرامج التدريبية التي تعنى بتنمية مهارات التوافق النفسي والاجتماعي والقيمي والأخلاقي لدى طالبات المرحلة الجامعية، وتنفيذ العديد من البرامج الإرشادية والعلاجية للفتيات المتجهات نحو ثقافة الاسترجال للحد من انتشار هذه الثقافة وتصحيح الأفكار والمعتقدات اللاعقلانية الدافعة لهذا الاسترجال.