انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 والتي تتطلب قادة بسمات ومهارات نوعية تدعم مسيرة التحول النوعي لكافة القطاعات التنموية بشكل عام، والتعليمية على وجه الخصوص؛ وتقودها لتحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة. ولأهمية الجامعات وقياداتها الأكاديمية من جانب، وأهمية معرفة أبرز السمات والمهارات التي تتطلبها رؤية المملكة 2030 في قياداتها من جانب آخر، والتعرف على واقع توفرها بالقيادات الأكاديمية بالجامعات، تأتي هذه الدراسة لتقديم استراتيجية مقترحة لتطوير قيادات الجامعات السعودية في ضوء متطلبات قادة 2030.  ولتحقيقا أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج المختلط mixed methodology بتصميمه الاستكشافي المتتابع Sequential exploratory design؛ ولصعوبة عمل مقابلات مع أبرز فئة يمكن من خلالها تحديد تلك السمات والمهارات، استخدم الباحث أسلوب تحليل المحتوى للوثائق المتنوعة التي شملت ملفات فيديو ومقابلات غير منظمة لقيادات رؤية المملكة، وتحليل محتوى احاديثهم وتصريحاتهم من خلال القنوات الفضائية ووسائل التواصل، ثم بناء استبانة في ضوء نتائج التحليل النوعي وتطبيقها على عينة عشوائية مكون من 90 قائدا أكاديميا بست جامعات سعودية متنوعة في تاريخ نشأتها وتصنيفها، بواقع 15 مشاركا من كل جامعة، وبتحليل العائد منها 87 استبانة، توصلت الدراسة إلى أن هناك "أهمية عالية جدا" لسمات ومهارات قادة 2030 ينبغي توفرها في القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية، وفي المقابل، تتوفر تلك السمات والمهارات بدرجة "متوسطة" في القيادات الاكاديمية الحالية بتلك الجامعات. وبناء على تلك النتائج تم تقديم استراتيجية مقترحة لتطوير قيادات الجامعات السعودية في ضوء متطلبات قادة 2030 شملت منطلقات الاستراتيجية وأهدافها ومراحلها وتنفيذها والتحديات التي قد تواجه تنفيذها وسبل تجاوزها، واختتمت بتوصيات إجرائية لتطبيقها.