تهدف هذه الدراسة إلى تقييم دراسات السيول في مصر، منذ بداية هذه الدراسات سنة 1972 حتى سبتمبر 2024، وفي هذه الفترة نشر نحو 257 دراسة، عدا ما أنجز من دراسات غير منشورة وتقارير فنية. وقد استخدمت هذه الدراسة منهج تحليل المضمون للإجابة على تساؤلات حول مدى صلاحية الطرق المستخدمة، ومدى جودة البيانات المستخدمة، ومصداقية النتائج التي انتهت إليها الدراسات.
   أظهرت النتائج أن ثلاث طرق (المورفومترية، طريقة الشامي، التعلم الآلي كأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي) لا يمكنها إنشاء خرائط خطر السيول وفق المعايير السائدة الآن، وأن الطرق الأخرى (دراسة الحالة، النمذجة الهيدرولوجية، النمذجة الهيدروليكية) كان من الممكن أن تعطي نتائج جيدة، لكن في كل الدراسات تقريبا لم تكن البيانات اللازمة متوافرة، أو كانت بيانات منخفضة الجودة، كما لم تكن الصيغ الرياضية المستخدمة مناسبة لظروف القحل السائدة في مصر، وترتب على ذلك قصور كبير في النتائج جعل أكثرها غير ذات مصداقية.
  أوصت الدراسة بالتحول عن النمذجة الهيدرولوجية إلى النمذجة الهيدروليكية، وإنشاء قاعدة بيانات قومية للبيانات اللازمة لدراسة السيول وإتاحتها، وإبداع صيغ رياضية تناسب ظروف الأراضي القاحلة في مصر.