تمثلت مشكلة الدراسة الحالية في تحليل عناصر الخطاب الإقناعي السمعبصري المقدمة في سلسلة الأفلام الوثائقية "كيف تغير عقلك"، المُذاعة على منصة نيتفليكس والتي تدور حول عقاقير الهلوسة (المهلوسات)، واستهدفت الدراسة التعرف علي وجهة النظر الاقناعية المقدمة في السلسلة الوثائقية عينة الدراسة عن عقاقير الهلوسة، وتجربة استخدامها، ومبررات الاعتماد عليها، وكذلك التعرف على الأساليب الاقناعية المستخدمة في تلك السلسلة لإثبات صحة وجهة النظر الاقناعية، وتم استخدام تحليل المضمون الكيفي كمنهج للبحث، بالاعتماد علي أسس نظرية الخطاب الإقناعي وتطويرها المتمثل في نظرية الخطاب الإقناعي السمعبصري في تصميم أداة التحليل الكيفي، وتوصلت الدراسة إلي أنه على الرغم من الكم الكبير من الأدلة العقلية التي أوردتها الحلقات، فإنه لا يمكن القول أنها أدلة دامغة علي صحة وجهة النظر المقدمة، فقد اعتمدت الأدلة العقلية علي الآراء الشخصية لميكائيل بولان وشهادات باحثين وأكاديميين مؤيدين لاستخدام العقار، وكان الاستنباط و الاستدلال مبنيان بشكل أساسي علي مقدمات قدمها بولان، وقدمت السلسلة شحنة اقناعية عاطفية هائلة، فقد ربطت الحلقات بين تناول تلك العقارات، والشفاء من أمراض، وكذلك بين تناولها واكتشاف عوالم أخري لم يتم التعرض لها من قبل، وإعادة الاستمتاع بالحياة، والحصول على تجارب روحانية وصوفية سريعة، وقدمت السلسلة الوثائقية عينة الدراسة ما أسمته "بنهضة المهلوسات"، و التي عني بها اهتمام عدد من المواطنين والباحثين في الغرب وفي الولايات المتحدة بإعادة البحث العلمي في هذه العقارات واستخداماتها الطبية، إلي درجة قيام حركات سياسية في الولايات المتحدة للإلغاء تجريم وحظر استخدامها وتناولها وتداولها، وهو ما قدم صورة عن حراك مجتمعي في الولايات المتحدة والمجتمع الغربي تجاه الدعوة لاستخدام هذه المهلوسات من جانب الأفراد دون أي قيود