لم يعد تحقيق المنظمة للربحية والحصول على اكبر الحصص السوقية من اهم الاهداف التي تسعي لبلوغها فحسب، ولاسيما بسبب تواجدها في بيئة تتسم بالتقلب وعدم الاستقرار، اضافة الى وجودها ضمن بيئة تنافسية يسعي كل طرف فيها الى تحقيق الريادة والتميز على حساب غيره من المنظمات، بل تعدى الامر ذلك ليكون من بين اهدافها تحقيق التميز التنافسي عن طريق اتباع طرق واساليب تحقق اهدافها مع الاخذ بعين الاعتبار سبل المحافظة على المجتمع والبيئة التي تنشط فيها، وهو ما اضحي في عصرنا الحالي مرتبط بتطبيق وتحقيق مفاهيم التنمية المستدامة التي كان ظهورها سبب وهدف لتحقيق التنمية بأبعادها الثلاث الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية. حيث يشير تقرير الامم المتحدة الى ان الاحتباس الحراري، الذي كان يمثل تهديدا مستقبليا، أصبح الان خطرا مباشرا وان لدى الانسان ما يزيد قليلا على عقد من الزمن للحصول على نظام التحكم في المناخ (Davenport, 2018).
ومن هنا اتجهت الكثير من منظمات الاعمال في العقد الأخير الى تبني ممارسات سلسلة التوريد المستدامة وذلك نظرا للاهتمام المتزايد بقضايا الاستدامة من منظور بيئي واقتصادي واجتماعي وايضا تزايد تبنى المنظمات لفلسفة المسئولية الاجتماعية وتضمينها كأحد اليات تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة من خلال ما تحققه تلك الممارسات من تحسين لأداء المنظمات من الناحية الاقتصادية والبيئة والاجتماعية (Liebertruth,2017).
ومن خلال دراسة ما يمكن ان تحققه المنظمة من تحسين في النتائج المالية والبيئية، وايضا المجتمعي سواء في العملاء او من الجمهور العام في المجتمع (Haffar&Searcy,2017) فقد اظهرت نتائج الدراسات المعنية بالتطوير الإداري تركيز المنظمات على ادارة سلسلة التوريد المستدامة بغرض مواكبة التغيرات البيئية المتزايدة وتحسين الاداء التنظيمي والحصول على المزيد من حصة السوق والميزة التنافسية، كما كشفت نتائج الدراسات ان الادارة الفعالة لسلسلة التوريد (Vafaei et al,2019) تحسن من مستويات الاداء، ورضا العملاء، وتحقيق الميزة التنافسية، بسبب تأثيرها الإيجابي على الموارد البشرية.