هدفت هذه الدراسة إلى تحقيق هدف رئيس يتمثل في التعرف على الآثار الاجتماعية للهندسة الاجتماعية في الفضاء الرقمي على المجتمع السعودي. وانبثق منه عدد من الأهداف الفرعية المتمثلة في التعرف على مدى وعي طلبة الجامعة بمخاطر الهندسة الاجتماعية؛ التعرف على مدى تأثير برامج وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، الانستقرام، التيك توك، السناب شات، الواتس آب) في انتشار الهندسة الاجتماعية؛ والتعرف على دور طلبة الجامعة في مواجهة الهندسة الاجتماعية. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي اعتمدت المسح الاجتماعي كمنهج، باستخدام الاستبانة كأداة لجمع البيانات من عينة مكونة من 98 طالباً وطالبة من طلبة جامعة الملك عبدالعزيز، تم اختيارها بطريقة العينة الطبقية العشوائية. وتمثلت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في: أن غالبية أفراد العينة ليسوا على علم بمفهوم الهندسة الاجتماعية، بينما كان لديهم وعي بحماية بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هذا الوعي يأتي بطريقة غير مباشرة، كما تتنوع أساليب الهندسة الاجتماعية التي تقوم على أساس تقني. وأشار غالبية أفراد العينة للأضرار الناجمة عن الهندسة الاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعي كالانعزال عن المجتمع، وتشويه السمعة، والابتزاز، وتشتت العلاقات الأسرية. كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن ما يقدمه مشاهير التواصل الاجتماعي قد يؤثر في بعض الأحيان على الاستقرار الأسري بالإضافة إلى تأثيره على سلوكيات أفراد المجتمع، كما تشير النتائج إلى أن ما يقدمه مشاهير التواصل الاجتماعي يؤثر على حدود ثقافة العيب في مجتمعنا. كما أشارت نتائج الدراسة إلى تنوع الأساليب التي يستخدمها أفراد العينة لحماية حساباتهم من الهندسة الاجتماعية. وأشارت نتائج الدراسة أيضاً إلى تنوع الأساليب التي يستخدمها أفراد العينة في اختيار كلمات السر الخاصة بهم في حساباتهم الالكترونية. وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات ومنها العمل على سن ضوابط وتشريعات اجتماعية تتعلق بضبط مشاركة مشاهير التواصل الاجتماعي للحد من الآثار الاجتماعية السلبية التي قد تترتب على نشاطهم في مجال وسائل التواصل الاجتماعي وأن تتضمن التخصصات الجامعية المختلفة بعض المقررات كمتطلب اجباري على طلبة الجامعة التي يمكن من خلالها توظيف أساليب توعوية لتبصير الشباب بمخاطر الهندسة الاجتماعية.