تناول البحث الموسوم باسم "صالون مي زيادة الثقافي حدثًا فريدا في عهده" نشأة مي زيادة ومجيئها إلي مصر والعوامل المجتمعية والنفسية التي دفعت لإنشاء هذا الصالون فلم يكن هذا الصالون الأول من نوعه فقد سبقه صالونات ثقافية عدة أشهرها صالون الأميرة نازلي فاضل  التي كانت تستقبل في قصرها صفوة المجتمع من المصريين والأوربيين وكانت الأحاديث في هذا الصالون تتصل غالبًا بالحياة السياسية ومسائل الإصلاح الاجتماعي والديني التي كانت محط اهتمام المجتمع المصري في هذا الوقت. وكان سعد زغلول وقاسم أمين والإمام محمد عبده من رواد هذا الصالون وكان أثار هذا الصالون يظهر في الحياة العامة للمصريين.
وعلي الرغم من ذلك إلا أن صالون مي زيادة كان أكثر تأثيرًا حيث اجتذب عددًا كبيرًا  من السياسيين إضافة إلي الأدباء والمثقفين المتنورين فكان له قاعدة أكبر اتساعًا ولم يكن ارستقراطيًا مثل صالون الأميرة نازلي الذي لم يصل إليه سوي الصفوة الممتازة من المجتمع المصري وعليه فقد بل عبر عنه أدباء عصره بأنه كان صالونًا ديموقراطيًا يستطيع أن يصل إليه الذين لم يبلغوا المقام الممتاز في الحياة السياسية  لذلك كان تأثيره أوسع وهذا ما اسهم في تثقيف عقول تلك القاعدة العريضة من الأدباء وترقيق أذواقهم ، في حوار ادارته مي زيادة باقتدار فكانت تعقد المشادات الذهنية في اطار من البحث الحر فتزيد ترابط الأدباء بما تحرص عليه من حفظ قدر كل منهم.
كانت اللغة والأدب وتطور المرأة العربية موضوعات رئيسية ركزت عليها جلسات النقاش في الصالون ولم يكن فيها تحقيق علمي أو مزاج فلسفي في موضوعاتها بل كانت تستمد تلك الموضوعات من تفكيرها وتأثرها بما يحيط بها ،فجاءت المعاني قوية والآراء جريئة لم يقتصر الصالون علي دراسة القضايا الفكرية والمجتمعية بل احتفظ صالون مي بأجمل المطارحات الأدبية والأحاديث التي خلدت أصحابها وبنت لغيرها أدبًا وعلما أضاء الطريق واحيا التراث وشجع الباحثين والمؤلفين علي مسايرة التطور والتحرر من القيود والجمود . لكن توقف صالون مي بسبب ما منيت به مي زيادة من أزمة نفسية بسبب فقد والديها ثم جور أقاربها وابتعاد اصدقائها فترك فراغًا كبيرًا في حياة الأدباء واسهم في تحول كثير من أعضائه إلي الانتظام في صالونات ثقافية اخري أهمها صالون العقاد الثقافي.